بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٣٨٦
عليا أخا رسول الله ووصيه، وهو جاعل (1) ثواب الله لك، وربح عملك الذي عملته، أفتحب أني أدلك على تجارة تشغل (2) هذه الأموال بها؟ قال: بلى يا رسول الله، قال صلى الله عليه وآله:
اجعلها بذور أشجار الجنان، قال: كيف أجعلها؟ قال: واس منها إخوانك (3) المؤمنين المقصرين عنك في رتب محبتنا، وساو فيها إخوانك المؤمنين المساوين لك في موالاتنا وموالاة أوليائنا، ومعاداة أعدائنا، وآثر بها إخوانك المؤمنين الفاضلين عليك في المعرفة بحقنا، والتوقير لشأننا، والتعظيم لامرنا، ومعاداة أعدائنا، ليكون ذلك بذر شجر الجنان، أما إن كل حبة تنفقها على إخوانك الذين ذكرتهم لتربى لك حتى تجعل كألف ضعف أبي قبيس، وألف ضعف أحد وثور وثبير (4) فتبنى لك بها قصور (5) في الجنة شرفها الياقوت، وقصور الذهب (6) شرفها الزبرجد، فقام رجل وقال: يا رسول الله فأني فقير، ولم أجد مثل ما وجد هذا، فمالي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لك منا الحب الخالص، والشفاعة النافعة المبلغة، أرفع الدرجات العلى، بموالاتك لنا أهل البيت، ومعاداتك لأعدائنا (7).
بيان: لعل المراد بابن أبي الهقاقم وأبي الدواهي كليهما عمر، ويحتمل أن يكون المراد بابن أبي الهقاقم عثمان (8)، يقال: هقم كفرح: اشتد جوعه فهو هقم ككتف، والهقم بكسر الهاء وفتح القاف المشددة: الكثير الاكل، وقال الجوهري: قولهم: لم

(1) وهو جاء على ثواب الله لك خ ل وهو الموجود في المصدر: واستظهر المصنف في الهامش أن الصحيح: عاجل ثواب الله لك أقول وكأنه مصحف جعل بالضم أي الاجر.
(2) تشتغل خ ل.
(3) أي عاون بها إخوانك.
(4) ثور بالفتح وثبير وزان شريف: جبلان بمكة.
(5) قصور الفضة خ ل.
(6) هكذا في الكتاب ومصدره المطبوع، وفى نسختين مخطوطتين من المصدر: وقصور الجنة شرفها الزبرجد. ولعل الصحيح: وقصور في الجنة. - أو فيها - شرفها الزبرجد: أو الصحيح كما تقدم: فتبنى لك بها قصور الفضة شرفها الياقوت، وقصور الذهب شرفها الزبرجد.
(7) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام: 254 - 256.
(8) قد مر نظير ذلك في الحديث 15 ص 335 وأقول الظاهر أن تلك الكنى والألقاب من مخترعات رواة الاخبار وناقلي الآثار حين يروونها في المجالس العامة.
(٣٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390