بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٣٨١
يا رسول الله هذه مثلة (1)، فجعله رسول الله في سوطه، واهتدى به [أبو هريرة وروي] أبو هريرة أن الطفيل بن عمرو نهته قريش عن قرب النبي صلى الله عليه وآله فدخل المسجد فحشا (2) اذنيه بكرسف لكيلا يسمع صوته فكان يسمع فأسلم، وقال:
يحذرني محمدها قريش * وما أنا بالهيوب (3) لدى الخصام فقام إلى المقام وقمت منه * بعيدا حيث أنجو من ملام وأسمعت الهدى وسمعت قولا * كريما ليس من سجع الأنام وصدقت الرسول وهان قوم * علي رموه بالبهت العظام ثم قال يا رسول الله إني امرؤ مطاع في قومي، فادع الله أن يجعل لي آية تكون لي عونا على ما أدعوهم إلى الاسلام، فقال صلى الله عليه وآله: اللهم اجعل له آية، فانصرف إلى قومه إذ رأى نورا في طرف سوطه كالقنديل فأنشأ قصيدة منها:
ألا أبلغ لديك بني لوي * على الشنآن والغضب المرد بأن الله رب الناس فرد * تعالى جده (4) عن كل جد وأن محمدا عبد رسول * دليل هدى وموضح كل رشد رأيت له دلائل أنبأتني * بأن سبيله يهدي لقصد (5) أبو عبد الله الحافظ قال: خط النبي صلى الله عليه وآله عام الأحزاب أربعين ذراعا بين كل عشرة، فكان سلمان وحذيفة يقطعون نصيبهم فبلغوا كديا عجزوا عنه، فذكر سلمان للنبي صلى الله عليه وآله ذلك فهبط صلى الله عليه وآله وأخذ معوله وضرب ثلاث ضربات في كل ضربة لمعة وهو يكبر، ويكبر الناس معه، فقال: يا أصحابي هذا ما يبلغ الله شريعتي الأفق.

(1) في إمتاع الأسماع: " فقال يا رسول الله أخشى أن يقولوا: هذه مثلة " وفى السيرة وأسد الغابة بعد ما ذكرا أنه وقع ذلك النور بين عينيه حين خرج إلى قومه بين الطريق قالا: " فقال:
اللهم في غير وجهي انى أخشى أن يظنوا انها مثلة وقعت في وجهي لفراقي دينهم.
(2) في المصدر: محشوا اذنيه.
(3) الهيوب: الخائف.
(4) أي جلاله وعظمته.
(5) في المصدر: بأن سبيله للفضل يهدى.
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390