بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٣٥٠
صلى الله عليه وآله فرقتين: فرقة فوق الجبل، وفرقة دونه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
اشهدوا.
وفي رواية مجاهد: ونحن مع النبي صلى الله عليه وآله، وفي بعض طرق الأعمش: بمنى، ورواه أيضا عن ابن مسعود الأسود وقال: حتى رأيت الجبل بين فرجتي القمر، ورواه عنه مسروق أنه كان بمكة، وزاد: فقال كفار قريش: سحركم ابن أبي كبشة، فقال رجل منهم: إن محمدا إن كان سحر القمر فإنه لا يبلغ من سحره أن يسحر الأرض كلها، فاسألوا من يأتيكم من بلد آخر هل رأوا هذا، فأتوا فسألوا (1) فأخبروهم أنهم رأوا مثل ذلك. وحكى السمرقندي عن الضحاك نحوه، وقال: فقال أبو جهل: هذا سحر، فابعثوا إلى أهل الآفاق حتى ينظروا أرأوا ذلك أم لا، فأخبر أهل الآفاق أنهم رأوه منشقا " فقالوا " يعني الكفار " هذا سحر مستمر " ورواه أيضا عن ابن مسعود علقمة فهؤلاء أربعة عن عبد الله.
وقد رواه غير ابن مسعود، منهم أنس وابن عباس وابن عمر وحذيفة وجبير بن مطعم وعلي، فقال علي عليه السلام من رواية أبي حذيفة الأرحبي (2): انشق القمر ونحن مع النبي صلى الله عليه وآله.
وعن أنس سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وآله أن يريهم آية، فأراهم انشقاق القمر فرقتين حتى رأوا حراء بينهما، رواه عن أنس قتادة، وفي رواية معمر وغيره عن قتادة عنه: أراهم القمر مرتين (3) انشقاقه، فنزلت " اقتربت الساعة "، ورواه عن جبير بن مطعم ابنه محمد،

(1) في المصدر: فسألوهم.
(2) بفتح الهمزة وسكون الراء وفتح الحاء المهملة وفى آخرها الباء نسبة إلى بنى أرحب وهم بطن من همدان.
(3) قال شارح الشفاء: أي شقتن أو فلقتين، ويؤيده انه في نسخة فرقتين، وقيل بمعنى كرتين وفى صحيح مسلم: فأراهم انشقاق القمر مرتين، قال الحلبي هذه المسألة فتشت عنها كثيرا حتى وجدتها في كلام أبى عبد الله ابن امام الجوزية ذكرها في كتابه إغاثة اللهفان فذكر كلاما وفيه: إن المرات يراد بها الافعال تارة والأعيان تارة، وأكثر ما تستعمل في الافعال، وأما الأعيان فكقوله في الحديث " انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله مرتين " أي شقين وفلقتين، ولما خفى هذا على من لم يحط به علما زعم أن الانشقاق وقع مرة بعد مرة في زمانين، وهذا مما يعلم أهل الحديث و من له خبرة بأحوال الرسول صلى الله عليه وآله وسيرته أنه غلط وأنه لم يقع الانشقاق الا مرة واحدة إه‍ ثم ذكر عن شيخه العراقي تعدد الانشقاق ورده.
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390