بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٣٤٩
إلى الآية المعجزة في الدنيا، ليستدل الناس بها على صحة النبوة، ويعرفوا صدق الصادق لا في حال انقطاع التكليف والوقت الذي يكون الناس فيه ملجئين إلى المعرفة، و لأنه سبحانه قال: " ويقولوا سحر مستمر " وفي وقت الالجاء لا يقولون للمعجز:
إنه سحر (1).
وقال الرازي: المفسرون بأسرهم على أن المراد أن القمر حصل فيه الانشقاق، و دلت الاخبار على حدوث الانشقاق، وفي الصحاح خبر مشهور رواه جمع من الصحابة، قالوا: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله انشقاق القمر معجزة، فسأل ربه فشقه، وقول بعض المفسرين:
المراد سينشق بعيد ولا معنى له لان من منع ذلك وهو الطبيعي يمنعه في الماضي و المستقبل، ومن وجوزه لا حاجة إلى التأويل، وإنما ذهب إليه ذلك الذاهب لان الانشقاق أمر هائل، فلو وقع لعم وجه الأرض، فكان ينبغي أن يبلغ حد التواتر، فنقول: إن النبي صلى الله عليه وآله لما كان يتحدى بالقرآن وكانوا يقولون: إنا نأتي بأفصح ما يكون من الكلام، وعجزوا عنه وكان القرآن معجزة باقية إلى قيام الساعة لا يتمسك بمعجزة أخرى فلم ينقله العلماء بحيث يبلغ حد التواتر، وأما المؤرخون تركوه لان التواريخ في أكثر الامر يستعملها المنجمون، وهم لما وقع الامر قالوا: بأنه مثل خسوف القمر وظهور شئ في الجو على شكل نصف القمر في موضع آخر، فلذا تركوا حكايته في تواريخهم، والقرآن أدل دليل وأقوى مثبت له، وإمكانه لا يشك فيه، وقد أخبر عنه الصادق فيجب اعتقاد وقوعه، وحديث امتناع الخرق والالتيام حديث اللئام، وقد ثبت جواز الخرق و التخريب على السماوات، ثم قال: وأما كون الانشقاق آية للساعة فلان منكر خراب العالم ينكر انشقاق السماء وانفطارها وكذلك قوله في كل جسم سماوي من الكواكب فإذا انشق بعضها ثبت خلاف ما يقول به من عدم جواز خراب العالم انتهى (2).
وقال القاضي في الشفاء: أجمع المفسرون وأهل السنة على وقوع الانشقاق، وروى البخاري، بإسناده عن أبي معمر، عن ابن مسعود قال: انشق القمر على عهد رسول الله

(1) مجمع البيان 9: 186.
(2) مفاتيح الغيب ج 7 مع اختلاف يسير فراجع.
(٣٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390