أمر دينه فقال: " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا (1) " فحرم الله الخمر بعينها، وحرم رسول الله صلى الله عليه وآله كل مسكر فأجاز الله ذلك، وكان يضمن على الله الجنة فيجيز الله ذلك له، وذكر الفرائض فلم يذكر الجد فأطعمه رسول الله صلى الله عليه وآله سهما فأجاز الله ذلك، ولم يفوض إلى أحد من الأنبياء غيره (2).
11 - بصائر الدرجات: محمد بن عيسى، عن أبي عبد الله المؤمن، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله أدب نبيه صلى الله عليه وآله حتى إذا أقامه على ما أراد، قال له: " وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين (3) " فلما فعل ذلك له رسول الله صلى الله عليه وآله زكاه الله فقال:
" إنك لعلي خلق عظيم (4) " فلما زكاه فوض إليه دينه فقال: " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا (5) " فحرم الله الخمر، وحرم رسول الله صلى الله عليه وآله كل مسكر، فأجاز الله ذلك كله، وإن الله أنزل الصلاة، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله وقت أوقاتها، فأجاز الله له ذلك (6).
12 - الاختصاص، بصائر الدرجات: ابن يزيد ومحمد بن عيسى، عن زياد القندي، عن محمد بن عمارة، عن فضيل بن يسار قال: سألته كيف كان يصنع أمير المؤمنين عليه السلام بشارب الخمر؟
قال: كان يحده، قلت: فإن عاد؟ قال: كان يحده: قلت: فإن عاد؟ قال: كان يحده ثلاث مرات، فأن عاد كان يقتله، قلت: كيف كان يصنع بشارب المسكر؟ قال مثل ذلك، قلت: فمن شرب شربة مسكر كمن شرب شربة خمر؟ قال: سواء فاستعظمت ذلك، فقال لي: يا فضيل لا تستعظم ذلك، فإن الله إنما بعث محمدا صلى الله عليه وآله رحمة للعالمين والله أدب نبيه فأحسن تأديبه، فلما ائتدب فوض إليه، فحرم الله الخمر، وحرم رسول الله صلى الله عليه وآله كل مسكر، فأجاز الله ذلك له، وحرم الله مكة، وحرم رسول الله صلى الله عليه وآله