بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ١٥٥
وهو أول من صدقني حين بعثت، وهو الصديق الأكبر، والفاروق يفرق بين الحق والباطل (1).
فائدة: أقول: قد تقدمت الأخبار المستفيضة في كتاب العلم في أن النبي صلى الله عليه وآله والأئمة صلوات الله عليهم لا يتكلمون إلا بالوحي، ولا يحكمون في شئ من الاحكام بالظن والرأي والاجتهاد والقياس، وهذا من ضروريات دين الإمامية وأما الأدلة العقلية على ذلك فليس هذا الكتاب محل ذكرها، وهي مذكورة في الكتب الأصولية والكلامية.
قال العلامة رحمه الله في النهاية: النبي صلى الله عليه وآله لم يكن متعبدا بالاجتهاد، الامامية والجبائيان على ذلك، وقال الشافعي وأبو يوسف بالجواز، وفصل آخرون فجوزوه في الجزئية دون الشرعية، والحق الأول، لنا وجوه:
الأول: قوله تعالى: " وما ينطق عن الهوى (2) " وقوله تعالى: " قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي (3) ".
الثاني: الاجتهاد يفيد الظن، وهو صلى الله عليه وآله قادر على معرفة الحكم على القطع، والقادر على العلم لا يجوز له الرجوع إلى الظن.
الثالث: أن مخالفته في الحكم كفر لقوله تعالى: " لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم (4) " ومخالفة الاجتهاد لا تكفر انتهى.
وتمام القول في ذلك ودفع الاعتراضات ودلائل الخصوم موكول إلى محله.

(١) تفسير العياشي: مخطوط.
(٢) النجم: ٣.
(٣) يونس: ١٥.
(٤) النساء: ٦٥.
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390