بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٧٣
على هيئة الأشجار (1)، وأجرت عليه الذهب، وعملت فيه التماثيل من المسك والعنبر، ولم تزل تعمل في شغل العرس ستة أشهر حتى فرغت من جميع ما تحتاج إليه، وعلقت ستور الديباج المطرز (2)، ونقشت فيها صورة الشمس والقمر، وفرشت المجالس، ووضعت المساند والوسائد من الديباج والخز، وفرشت لرسول الله صلى الله عليه وآله مجلسا على سرير تحت الإبريسم والوشي (3)، والسرير من العاج والآبنوس، مصفح بصفائح الذهب الوهاج (4)، وألبست جواريها وخدمها ثياب الحرير والديباج المختلفات الألوان، ونظمت شعورهن باللؤلؤ والمرجان، وسورتهن (5)، ووضعت في أعناقهن قلائد الذهب، وأوقفت الخدم (6) بأيديهن المجامر من الذهب، وفيها الطيب والعنبر والبخور من العود والند (7)، و جعلت في يد كل واحدة من الخدم مراوح منقوشة بالذهب، مقصبة (8) بالفضة، وأوقفتهن عند مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله، ودفعت إلى بعضهن الدفوف والشموع، ونصبت في وسط الدار شمعا كثيرا على أمثال النخيل، فلما فرغت من ذلك دعت نسوان أهل مكة جميعهن فأقبلن إليها، ورفعت مجلس عمات النبي صلى الله عليه وآله، ثم أرسلت إلى أبي طالب ليحضر وقت الزفاف، فلما كان تلك الليلة أقبل النبي صلى الله عليه وآله بين أعمامه، وعليه ثياب من قباطي (9) مصر، و عمامة حمراء، وعبيد بني هاشم بأيديهم الشموع والمصابيح، وقد كثر الناس في شعاب مكة ينظرون إلى محمد صلى الله عليه وآله، ومنهم من وقف على السرادقات والنور يخرج من بين ثناياه (10)

(1) الشجر خ ل.
(2) المسطر خ ل.
(3) الوشى: الثياب المنقشة.
(4) الوهاج: شديد الوهج. والوهج: اتقاد النار أو الشمس.
(5) أي ألبستهن السوار. والسوار: حلية كالطوق تلبسها المرأة في زندها أو معصمها.
(6) الخدام خ ل.
(7) المسك خ ل. أقول: الند: عود يتبخر به.
(8) مقضبة خ ل مفصصة خ ل.
(9) القباطي بتشديد الياء وتخفيفها جمع القبطية بضم القاف وكسرها: ثياب من كتان منسوبة إلى القبط.
(10) ثيابه خ ل.
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402