بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٧٦
من لمعان ذلك الجوهر الذي في وسط الإكليل، وفي آخر الإكليل ياقوتة حمراء تضئ، وقد أشرقت الدار من ذلك الجوهر (1) ومن نورها وحسنها، وأقبلت بين يديها صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها، وهي تقول: شعرا:
أخذ الشوق موثقات الفؤاد * وألقت السهاد (2) بعد الرقاد فليالي اللقا بنور التداني * مشرقات خلاف طول البعاد فزت بالفخر يا خديجة إذ نلت * من المصطفى عظيم الوداد فغدا (3) شكره على الناس فرضا * شاملا كل حاضر ثم بادي كبر الناس والملائك جمعا * جبرئيل لدى السماء ينادي فزت يا أحمد بكل الأماني * فنحى الله عنك أهل العناد فعليك الصلاة ما سرت (4) العيس * وحطت لثقلها في البلاد قال: ثم بعد ذلك أجلسوها مع النبي صلى الله عليه وآله وخرج جميع الناس عنها، وبقي عندها في أحسن حال، وأرخى بال، ولم يأخذ عليها أحدا من النساء حتى ماتت بعد ما بعث صلوات الله عليه وآله، وآمنت به، وصدقته وانتقلت إلى جنات عدن في أعلى عليين من قصور الجنة (5).
أقول: وفي بعض النسخ بعد الأبيات: وخلا رسول الله صلى الله عليه وآله مع عروسه، وأوحى الله إلى جبرئيل: أن اهبط إلى الجنة، وخذ قبضة من مسكها، وقبضة من عنبرها، وقبضة من كافورها، وانثرها على جبال مكة، ففعل فامتلأت شعاب مكة وأوديتها ومنازلها وطرقها

(1) في المصدر: من الجواهر ومن لونها ومن نورها وحسنها وجمالها. أقول: ومن نورها أي من نور خديجة رضي الله عنها.
(2) في النسخ المطبوعة: وألفت السهار، والسهاد والسهار قريب في المعنى. يقال: سهد أي ذهب عنه النوم. وسهر أي لم ينم ليلا.
(3) أي فصار.
(4) سارت خ ل.
(5) الأنوار ومفتاح السرور والأفكار: نسخة مخطوطة موجودة في مكتبتي، فيها زيادات أوردت بعضها في الذيل.
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402