بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٣٢٨
من حرير الجنة، تفوح منه رائحة المسك الأذفر.
قال عبد المطلب: كنت في الساعة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وآله أطوف بالكعبة، وإذا " بالأصنام قد تساقطت وتناثرت، والصنم الكبير سقط على وجهه، وسمعت قائلا " يقول: الان (1) آمنة قد ولدت رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما رأيت ما حل بالأصنام تلجلج لساني، وتحير عقلي، وخفق فؤادي حتى صرت لم أستطع الكلام، فخرجت مسرعا " أريد باب بني شيبة، وإذا الصفا والمروة يركضان بالنور فرحا "، ولم أزل مسرعا " إلى أن قربت من منزل آمنة، وإذا " بغمامة بيضاء قد عمت منزلها، فقربت من الباب وإذا روائح المسك الأذفر والند والعنبر قد عبقت (2) بكل مكان حتى عمتني الرائحة، فدخلت على آمنة وإذا بها قاعدة، وليس عليها أثر النفاس، فقلت: أين مولودك أريد أن أنظر إليه؟ قالت: قد حيل بيني وبينه، ولقد سمعت مناديا " ينادي: لا تخافي على مولودك، وسيرد عليك بعد ثلاثة أيام (3)، فسل عبد المطلب سيفه وقال أخرجي لي ولدي هذه الساعة وإلا علوتك به، فقالت: إنهم قد دخلوا به هذه الدار، قال عبد المطلب: فهممت بالدخول إلى الدار إذ برز لي شخص من داخل الدار كأنه النخلة السحوق، لم أر أهول منه، وبيده سيف وقال لي:
ارجع ليس لك إلى ذلك من سبيل، ولا لغيرك حتى تنقضي زيارة الملائكة، فخرجت خائفا " مما رأيت من الأهوال.
قال صاحب الحديث: بلغنا أن الساعة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وآله طردت الشياطين والمردة هاربين، ومنهم من غمي عليه (4)، ومنهم من مات، وأما سطيح ووشق (5) فماتا في تلك الليلة، وأما زرقاء اليمامة فإنها كانت جالسة مع خدمها وجواريها إذ صرخت

(1) في المصدر: ألا أن.
(2) قد أعبقت خ وهو الموجود في المصدر.
(3) في المصدر: وقد أتاني آت فقال لي: يا آمنة لا تجزعي ولا تحزني ولا تخرجي هذا المولود إلى ثلاثة أيام.
(4) في المصدر: وخرجوا هاربين، ومن الجن من غمي عليه.
(5) ذكرنا قبل ذلك أن الصحيح: شق.
(٣٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 ... » »»
الفهرست