بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٤ - الصفحة ٨٦
وإجبار الناس، فسخر الله عز وجل له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب، وجعل غدوها شهرا ورواحها شهرا، وسخر الله عز وجل له الشياطين كل بناء وغواص وعلم منطق الطير، ومكن في الأرض، فعلم الناس في وقته وبعده أن ملكه لا يشبه ملك الملوك المختارين (1) من قبل الناس والمالكين بالغلبة والجور. قال: فقلت له: فقول رسول الله صلى الله عليه وآله:
رحم الله أخي سليمان بن داود ما كان أبخله؟! (2) فقال: لقوله عليه السلام وجهان: أحدهما ما كان أبخله بعرضه وسوء القول فيه، والوجه الآخر: يقول: ما كان أبخله إن كان أراد ما يذهب إليه الجهال. ثم قال عليه السلام: قد والله أوتينا ما أوتي سليمان وما لم يؤت سليمان وما لم يؤت أحد من الأنبياء، قال الله عز وجل في قصة سليمان: " هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب " وقال عز وجل في قصة محمد صلى الله عليه وآله: " ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا ". (3) بيان: تأويله عليه السلام للآية الكريمة يحتمل وجهين: الأول أن يكون عليه السلام قدر في الآية شيئا وهو قوله: أن يقول، أي هب لي ملكا يكون لعظمته (4) بحيث لا يقدر أحد على أن يقول: إنه كملك سائر الملوك مأخوذ بالجور والغلبة. ويؤيده الوجه الأول من وجهي تأويل الخبر حيث بخل بعرضه في هذا الدعاء، وسأل الله أن يرفع عنه ألسن الناس بأن ملكه مأخوذ بالجور، ولا يكون عرضه عرضة لملام لئام الخلق.
الثاني: أن يكون المعنى أنه عليه السلام سأل ربه ملكا لا يتهيأ للملوك الجائرين (5) تحصيله بالجور والغلبة ليكون معجزا له على نبوته وآية على خلافته، فلا يمنع هذا الكلام أن يعطي الله من بعده من الأنبياء والأوصياء أضعاف ما أعطاه، فيكون قوله: (لا ينبغي لاحد من بعدي أن يقول) بيانا لحاصل المعنى ولازمه لا تقديرا في الكلام، أي طلب

(١) في نسخة: الجبارين.
(٢) لم يرو هذا الخبر في أصولنا المتلقاة من المعصومين، ولا في شئ من اخبارنا، وهو من مرويات العامة القائلين بجواز صدور أمثاله من نبي في حق نبي آخر، وسيأتي بعد ذلك ايعاز من المصنف إلى أن الإمام عليه السلام لم أوله ولم يصرح بأنه موضوع.
(٣) معاني الأخبار: ١٠٠ - 101 علل الشرائع: 35.
(4) هكذا في النسخ، والصحيح: يكون عظمته.
(5) في نسخة: للملوك الجبارين.
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 عمر داود عليه السلام ووفاته وفضائله وما أعطاه الله ومنحه، وعلل تسميته وكيفية حكمه وقضائه، وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 2 قصة داود عليه السلام واوريا، وما صدر عنه من ترك الأولى، وما جرى بينه وبين حزقيل عليهما السلام، وفيه ثمانية أحاديث. 19
4 باب 3 ما أوحي إلى داود عليه السلام وصدر عنه من الحكم، وفيه 33 حديثا. 33
5 باب 4 قصة أصحاب السبت، وفيه 15 حديثا. 49
6 باب 5 فضل سليمان بن داود ومكارم أخلاقه وجمل أحواله عليه السلام، وفيه 29 حديثا 65
7 باب 6 معنى قول سليمان عليه السلام: (رب هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي) وفيه حديثان. 85
8 باب 7 قصة مرور سليمان عليه السلام بوادي النمل وتكلمه معها، وسائر ما وصل إليه من أصوات الحيوانات، وفيه أربعة أحاديث. 90
9 باب 8 تفسير قوله تعالى: (فطفق مسحا بالسوق والأعناق) وقوله: (وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب) وفيه حديث. 98
10 باب 9 قصة سليمان عليه السلام مع بلقيس، وفيه 14 حديثا. 109
11 باب 10 ما أوحي إلى سليمان عليه السلام وصدر عنة من الحكم، وفيه قصة نقش الغنم، وفيه تسعة أحاديث. 130
12 باب 11 وفاة سليمان عليه السلام وما كان بعده، وفيه تسعة أحاديث. 135
13 باب 12 قصة قوم سبأ وأهل الثرثار، وفيه ثلاثة أحاديث. 143
14 باب 13 قصة أصحاب الرس وحنظلة، وفيه سبعة أحاديث. 148
15 باب 14 قصة شعيا وحيقوق عليهما السلام، وفيه ثلاثة أحاديث. 161
16 باب 15 قصص زكريا ويحيى عليهما السلام، وفيه 42 حديثا. 163
17 باب 16 قصص مريم وولادتها وبعض أحوالها وأحوال أبيها عمران، وفيه 23 حديثا. 191
18 باب 17 ولادة عيسى عليه السلام، وفيه 32 حديثا. 206
19 باب 18 فضل عيسى عليه السلام ورفعة شأنه ومعجزاته وتبليغه ومدة عمره ونقش خاتمه وجمل أحواله، وفيه 56 حديثا. 230
20 باب 19 ما جرى بين عيسى عليه السلام وبين إبليس لعنه الله، وفيه أربعة أحاديث 270
21 باب 20 حواري عيسى وأصحابه، وأنهم لم سموا حواريين، وأنه لم سمي النصارى نصارى، وفيه 21 حديثا. 272
22 باب 21 مواعظ عيسى عليه السلام وحكمه وما أوحي إليه، وفيه 72 حديثا. 283
23 باب 22 تفسير الناقوس، وفيه حديث. 334
24 باب 23 رفع عيسى عليه السلام إلى السماء، وفيه 15 حديثا. 335
25 باب 24 ما حدث بعد رفع عيسى عليه السلام وزمان الفترة بعده، ونزوله من السماء، وقصص وصيه شمعون بن حمون الصفا، وفيه 13 حديثا. 345
26 باب 25 قصص أرميا ودانيال وعزير وبخت نصر، وفيه 25 حديثا. 351
27 باب 26 قصص يونس عليه السلام وأبيه متى، وفيه 17 حديثا. 379
28 باب 27 قصة أصحاب الكهف والرقيم، وفيه 15 حديثا. 407
29 باب 28 قصة أصحاب الأخدود، وفيه خمسة أحاديث. 438
30 باب 29 قصة جرجيس عليه السلام، وفيه حديث. 445
31 باب 30 قصة خالد بن سنان العبسي عليه السلام، وفيه أربعة أحاديث. 448
32 باب 31 ما ورد بلفظ نبي من الأنبياء وبعض نوادر أحوالهم وأحوال أممهم، وفيه ذكر نبي المجوس، وفيه 39 حديثا. 451
33 باب 32 نوادر أخبار بني إسرائيل، وفيه 39 حديثا. 486
34 باب 33 بعض أحوال ملوك الأرض، وفيه ستة أحاديث. 513