إن أمير المؤمنين عليه السلام لما رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء، (1) فقال للناس: إنها الزوراء فسيروا وجنبوا عنها، فإن الخسف أسرع إليها من الوتد في النخالة، فلما أتى يمنة (2) السواد إذا هو براهب في صومعة له، فقال له الراهب: لا تنزل هذه الأرض بجيشك قال: ولم؟ قال: لأنها لا ينزلها إلا نبي أو وصي نبي يقاتل (3) في سبيل الله عز وجل هكذا نجد في كتبنا، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: أنا وصي سيد الأنبياء، وسيد الأوصياء فقال له الراهب: فأنت إذن أصلع قريش، ووصي محمد، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: أنا ذلك، فنزل الراهب إليه فقال: خذ علي شرائع الاسلام، إني وجدت في الإنجيل نعتك وأنك تنزل أرض براثا (4) بيت مريم وأرض عيسى عليه السلام، (5) فأتى أمير المؤمنين عليه السلام موضعا
(٢١١)