كفر الكافر (1) لا يقدح في سلطاننا وممالكنا، كما أن إيمان المؤمن (2) لا يزيد في سلطاننا، ولكن كانوا أنفسهم يظلمون يضرون بها لكفرهم وتبديلهم، ثم قال (3) رسول الله صلى الله عليه وآله:
عباد الله عليكم باعتقاد ولايتنا أهل البيت ولا تفرقوا بيننا، وانظروا كيف وسع الله عليكم حيث أوضح لكم الحجة ليسهل عليكم معرفة الحق، ثم وسع لكم في التقية لتسلموا من شرور الخلق، ثم إن بدلتم وغيرتم عرض عليكم التوبة وقبلها منكم، فكونوا لنعماء الله من الشاكرين. (4) ثم قال الله عز وجل: " وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية " إلى قوله تعالى: " ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون " قال الإمام عليه السلام: قال الله عز وجل: واذكروا يا بني إسرائيل إذ قلنا لأسلافكم: ادخلوا هذه القرية وهي أريحا من بلاد الشام، وذلك حين خرجوا من التيه، " فكلوا منها " من القرية " حيث شئتم رغدا " واسعا بلا تعب " وادخلوا الباب " القرية " سجدا " مثل الله تعالى على الباب مثال محمد وعلي وأمرهم أن يسجدوا تعظيما لذلك المثال، وأن يجددوا على أنفسهم بيعتهما وذكر موالاتهما، وليذكروا العهد والميثاق المأخوذين عليهم لهما، " وقولوا حطة " أي قولوا: إن سجودنا لله تعظيما لمثال محمد وعلي، واعتقادنا لولايتهما حطة لذنوبنا ومحو لسيئاتنا، قال الله تعالى: " نغفر لكم " أي بهذا الفعل " خطاياكم " السالفة، ونزيل عنكم آثامكم الماضية " وسنزيد المحسنين " من كان فيكم (5) لم يقارف الذنوب التي قارفها من خالف الولاية، وثبت على ما أعطى الله من نفسه من عهد الولاية فإنا نزيدهم بهذا الفعل زيادة درجات ومثوبات، وذلك قوله عز وجل: " وسنزيد المحسنين ".
قوله عز وجل: " فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم " أي لم يسجدوا كما أمروا، ولا قالوا ما أمروا، ولكن دخلوها من مستقبليها بأستاههم وقالوا: هنطا سمقانا، (6) أي حنطة حمراء ينقونها أحب إلينا من هذا الفعل وهذا القول، قال الله