ويوشع على مقدمته، وقيل: فتحها يوشع وكان قد توفي موسى وبعثه الله نبيا، وروي أنهم كانوا في المحاربة إذ غابت الشمس فدعا يوشع فرد الله عليهم الشمس حتى فتحوا أريحا، وقيل: كان وفاة موسى وهارون في التيه، وتوفي هارون قبل موسى بسنة وكان عمر موسى مائة وعشرين سنة في ملك إفريدون ومنوچهر، وكان عمر يوشع مائة وستة وعشرين سنة، وبقي بعد وفاته مدبرا لامر بني إسرائيل سبعا وعشرين سنة " قالوا " يعني بني إسرائيل: " إن فيها " أي في الأرض المقدسة " قوما حبارين " شديدي البأس والبطش والخلق. قال ابن عباس: بلغ من جبرية هؤلاء القوم أنه لما بعث موسى النقباء رآهم رجل من الجبارين يقال له عوج فأخذهم في كمه مع فاكهة كان حملها من بستانه وأتى بهم الملك فنثرهم بين يديه، وقال للملك تعجبا منهم: هؤلاء يريدون قتالنا، فقال الملك:
ارجعوا إلى صاحبكم فأخبروه خبرنا، قال مجاهد: وكانت فاكهتهم لا يقدر على حمل عنقود منها خمسة رجال بالخشب! ويدخل في قشر نصف رمانة خمسة رجال! وإن موسى كان طوله عشرة أذرع، وله عصا طولها عشرة أذرع ونزا من الأرض مثل ذلك بلغ كعب عوج ابن عنق فقتله! وقيل: كان طول سريره ثمانمائة ذراع.
" وإنا لن ندخلها " يعني لقتالهم " فإن يخرجوا " يعني الجبارين " قال رجلان " هما يوشع وكالب، (1) وقيل: رجلان كانا من مدينة الجبارين وكانا على دين موسى فلما بلغهما خبر موسى جاءاه فاتبعاه " من الذين يخافون " الله تعالى " أنعم الله عليهما " بالاسلام، و قيل: يخافون الجبارين، أي لم يمنعهم الخوف من الجبارين أن قالوا الحق، أنعم الله عليهما بالتوفيق للطاعة " ادخلوا " يا بني إسرائيل " عليهم " على الجبارين " الباب " باب مدينتهم، وإنما علما أنهم يظفرون بهم لما أخبر به موسى عليه السلام من وعد الله تعالى بالنصر، وقيل: لما رأوه من إلقاء الرعب في قلوب الجبارين " إنا لن ندخلها " أي هذه المدينة " إنا ههنا قاعدون " إلى أن تظفر بهم وترجع إلينا فحينئذ ندخل " إلا نفسي " أي لا أملك إلا