بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ١٧٠
ويوشع على مقدمته، وقيل: فتحها يوشع وكان قد توفي موسى وبعثه الله نبيا، وروي أنهم كانوا في المحاربة إذ غابت الشمس فدعا يوشع فرد الله عليهم الشمس حتى فتحوا أريحا، وقيل: كان وفاة موسى وهارون في التيه، وتوفي هارون قبل موسى بسنة وكان عمر موسى مائة وعشرين سنة في ملك إفريدون ومنوچهر، وكان عمر يوشع مائة وستة وعشرين سنة، وبقي بعد وفاته مدبرا لامر بني إسرائيل سبعا وعشرين سنة " قالوا " يعني بني إسرائيل: " إن فيها " أي في الأرض المقدسة " قوما حبارين " شديدي البأس والبطش والخلق. قال ابن عباس: بلغ من جبرية هؤلاء القوم أنه لما بعث موسى النقباء رآهم رجل من الجبارين يقال له عوج فأخذهم في كمه مع فاكهة كان حملها من بستانه وأتى بهم الملك فنثرهم بين يديه، وقال للملك تعجبا منهم: هؤلاء يريدون قتالنا، فقال الملك:
ارجعوا إلى صاحبكم فأخبروه خبرنا، قال مجاهد: وكانت فاكهتهم لا يقدر على حمل عنقود منها خمسة رجال بالخشب! ويدخل في قشر نصف رمانة خمسة رجال! وإن موسى كان طوله عشرة أذرع، وله عصا طولها عشرة أذرع ونزا من الأرض مثل ذلك بلغ كعب عوج ابن عنق فقتله! وقيل: كان طول سريره ثمانمائة ذراع.
" وإنا لن ندخلها " يعني لقتالهم " فإن يخرجوا " يعني الجبارين " قال رجلان " هما يوشع وكالب، (1) وقيل: رجلان كانا من مدينة الجبارين وكانا على دين موسى فلما بلغهما خبر موسى جاءاه فاتبعاه " من الذين يخافون " الله تعالى " أنعم الله عليهما " بالاسلام، و قيل: يخافون الجبارين، أي لم يمنعهم الخوف من الجبارين أن قالوا الحق، أنعم الله عليهما بالتوفيق للطاعة " ادخلوا " يا بني إسرائيل " عليهم " على الجبارين " الباب " باب مدينتهم، وإنما علما أنهم يظفرون بهم لما أخبر به موسى عليه السلام من وعد الله تعالى بالنصر، وقيل: لما رأوه من إلقاء الرعب في قلوب الجبارين " إنا لن ندخلها " أي هذه المدينة " إنا ههنا قاعدون " إلى أن تظفر بهم وترجع إلينا فحينئذ ندخل " إلا نفسي " أي لا أملك إلا

(1) قال المسعودي في اثبات الوصية: هما يوشع وابن عمه كالب بن يوقنا، وبه قال الطبري الا أنه قال: كالوب بن يوفنة، وقال: وقيل: كلاب بن يوفنة ختن موسى. وتقدم في الباب الرابع قول الثعلبي وغيره.
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435