بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٣٥١
البلاء (1) فابتليته كيف صبره؟ فسلطه على إبله ورقيقه فلم يترك له شيئا غير غلام واحد، فأتاه الغلام فقال: يا أيوب ما بقي من إبلك ولا من رقيقك أحد إلا وقد مات، فقال أيوب: الحمد لله الذي أعطاه، والحمد لله الذي أخذه; فقال الشيطان: إن خيله أعجب إليه فسلط عليها فلم يبق منها شئ إلا هلك، فقال أيوب: الحمد لله الذي أعطى والحمد لله الذي أخذ، وكذلك ببقره وغنمه ومزارعه وأرضه وأهله وولده حتى مرض مرضا شديدا فأتاه أصحاب له فقالوا يا أيوب ما كان أحد من الناس في أنفسنا ولا خير علانية خيرا عندنا منك، فلعل هذا الشئ (2) كنت أسررته فيما بينك وبين ربك لم تطلع عليه أحدا فابتلاك الله من أجله؟ فجزع جزعا شديدا ودعا ربه فشفاه الله تعالى ورد عليه ما كان له من قليل أو كثير في الدنيا. قال: و سألته عن قوله تعالى: " ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة " فقال: الذين كانوا ماتوا. (3) 20 - الخصال، علل الشرائع، عيون أخبار الرضا (ع): في أسئلة الشامي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال يوم الأربعاء يعني آخر الشهر ابتلى الله أيوب بذهاب ماله وولده. (4) 21 - قصص الأنبياء: بالاسناد إلى الصدوق عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما طال بلاء أيوب ورأي إبليس صبره أتى إلى أصحاب له كانوا رهبانا في الجبال، فقال لهم: مروا بنا إلى هذا العبد المبتلى نسأله عن بليته، قال: فركبوا وجاؤوه فلما قربوا منه نفرت بغالهم فقربوها بعضا إلى بعض ثم مشوا إليه، وكان فيهم شاب حدث فسلموا على أيوب وقعدوا وقالوا: يا أيوب لو أخبرتنا بذنبك فلا نرى تبتلي بهذا البلاء إلا لأمر كنت تسره، قال أيوب عليه السلام: وعزة ربي إنه ليعلم أني ما أكلت طعاما قط إلا ومعي يتيم أو ضعيف يأكل معي، وما عرض لي أمران كلاهما طاعة إلا أخذت بأشدهما على بدني، فقال الشاب: سوءة لكم عمدتم إلى نبي الله فعنفتموه حتى أظهر من عبادة ربه ما كان يستره; فعند ذلك دعا ربه وقال: " رب إني مسني الشيطان بنصب وعذاب " وقال: قيل

(١) في نسخة: لو صببت عليه البلاء.
(٢) " ": فلعل هذا الشئ.
(٣) مخطوط. م (٤) الخصال ج 2: 28، علل الشرائع: 199، عيون الأخبار: 137. م
(٣٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 ... » »»
الفهرست