بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٩٠
إليه إلا بالاحرام، وقيل: لأنه حرم فيه ما أحل في غيره من البيوت من الجماع و الملابسة بشئ من الأقذار والدماء; وقيل: معناه: العظيم الحرمة " فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم " هذا سؤال من إبراهيم عليه السلام أن يجعل الله قلوب الخلق تحن إلى ذلك الموضع ليكون في ذلك انس لذريته، وليدر أرزاقهم على مرور الأوقات. وعن الباقر عليه السلام أنه قال: إنما امر الناس أن يطوفوا بهذه الأحجار ثم ينفروا إلينا فيعلمونا ولايتهم، و يعرضوا علينا نصرهم، ثم قرأ هذه الآية " الحمد لله الذي وهب لي على الكبر " قال ابن عباس: ولد له إسماعيل وهو ابن تسع وتسعين سنة، وولد له إسحاق وهو ابن مائة واثنتي عشرة سنة، وقال ابن جبير: لم يولد لإبراهيم إلا بعد مائة وسبع عشرة سنة " ولوالدي " استدل أصحابنا بهذا على ما ذهبوا إليه من أن أبوي إبراهيم لم يكونا كافرين، لأنه إنما سأل المغفرة لهما يوم القيامة، فلو كانا كافرين لما سأل ذلك. (1) " فلما اعتزلهم " أي فارقهم وهاجرهم إلى الأرض المقدسة " وهبنا له إسحق " ولدا " ويعقوب " ولد ولد " وكلا " من هذين " جعلنا نبيا " يقتدي به في الدين " ووهبنا لهم من رحمتنا " أي نعمتنا سوى الأولاد والنبوة من نعم الدين والدنيا " وجعلنا لهم لسان صدق " أي ثناء حسنا في الناس " عليا " مرتفعا سائرا في الناس، فكل أهل الأديان يتولون إبراهيم وذريته ويثنون عليهم ويدعون أنهم على دينهم; وقيل: معناه: وأعلينا ذكرهم بأن محمدا وأمته يذكرونهم بالجميل إلى قيام القيامة بقولهم: كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم. (2) " وكلا جعلنا صالحين " للنبوة والرسالة، أو حكمنا بكونهم صالحين " وكانوا لنا عابدين " أي مخلصين في العبادة. (3) " وإذ بوأنا لإبراهيم " أي واذكر يا محمد إذ وطأنا لإبراهيم " مكان البيت " وعرفناه ذلك بما جعلنا له من العلامة، قال السدي: إن الله تعالى لما أمره ببناء البيت

(1) مجمع البيان 6: 318 - 319. م (2) " " 6: 517. م (3) " " 7: 56. م
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست