بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٤٧
في يده عظم إبراهيم وهابه وأكرمه وأتقاه وقال له: قد أمنت من أن أعرض لها أو لشئ مما معك فانطلق حيث شئت، ولكن لي إليك حاجة، فقال إبراهيم عليه السلام: ما هي؟ فقال له: أحب أن تأذن لي أن أخدمها قبطية عندي جميلة عاقلة تكون لها خادما، قال:
فأذن له إبراهيم فدعا بها فوهبها لسارة وهي هاجر أم إسماعيل، فسار إبراهيم بجميع ما معه، وخرج الملك معه يمشي خلف إبراهيم إعظاما لإبراهيم عليه السلام وهيبة له، فأوحى الله تبارك وتعالى إلى إبراهيم: أن قف ولا تمش قدام الجبار المتسلط ويمشي وهو خلفك، ولكن اجعله أمامك وامش خلفه وعظمه وهبه فإنه مسلط، ولابد من إمرة في الأرض برة أو فاجرة، فوقف إبراهيم عليه السلام وقال للملك: امض فإن إلهي أوحى إلي الساعة أن أعظمك وأهابك وأن أقدمك أمامي وأمشي خلفك إجلالا لك، فقال له الملك: أوحى إليك بهذا؟ فقال له إبراهيم: نعم، فقال له الملك: أشهد أن إلهك لرفيق حليم كريم، وأنك ترغبني في دينك، قال: وودعه الملك فسار إبراهيم حتى نزل بأعلى الشامات، و خلف لوطا عليه السلام في أدنى الشامات، ثم إن إبراهيم عليه السلام لما أبطأ عليه الولد قال لسارة:
لو شئت لبعتيني (1) هاجر لعل الله أن يرزقنا منها ولدا فيكون لنا خلفا: فابتاع إبراهيم عليه السلام هاجر من سارة فوقع عليها فولدت إسماعيل عليه السلام. (2) ايضاح: كوثى ربى كان قرية من قرى الكوفة كما ذكره المؤرخون، (3) والذي ذكره اللغويون هو كوثى، قال الجزري: كوثى العراق هي سرة السواد وبها ولد إبراهيم الخليل عليه السلام انتهى. والشبيبة: الحداثة والشباب. قوله: (ابنة لاحج) الظاهر أن كلمة ابنة كانت مكررة فأسقط إحداهما النساخ لتوهم التكرار، ويحتمل أن يكون المراد ابنة الابنة مجازا، أو يكون المراد بلا حج ثانيا غير الأول. (4) والحير بالفتح: شبه الحظيرة. ويقال: عشرت القوم أعشرهم بالضم: إذا أخذت عشر أموالهم. وغصب فلانا على الشئ أي قهره.

(1) هكذا في النسخ وفى المصدر: لبعتني. وهو الصحيح. م (2) الروضة 370 - 373. م (3) تقدم تفسيره عن ياقوت.
(4) أو أن الصحيح امرأة إبراهيم وامرأة لوط كما تقدم عن نسخة، وعليها لا إشكال.
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»
الفهرست