بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٣٠٦
بضاعتنا قد ردت إلينا وكيل لنا كيل قد زاد حمل بعير، فأرسل معنا أخانا نكتل وإنا له لحافظون، قال: هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل، فلما احتاجوا إلى الميرة (1) بعد ستة أشهر بعثهم يعقوب وبعث معهم بضاعة يسيرة وبعث معهم ابن ياميل (2) وأخذ عليهم بذلك موثقا من الله لتأتنني به إلا أن يحاط بكم أجمعين، فانطلقوا مع الرفاق حتى دخلوا على يوسف، فقال لهم: معكم ابن ياميل؟ قالوا: نعم هو في الرحل، قال لهم:
فأتوني به، فأتوه به وهو في دار الملك، فقال: أدخلوه وحده، فأدخلوه عليه فضمه يوسف إليه وبكى وقال له: أنا أخوك يوسف فلا تبتئس بما تراني أعمل، واكتم ما أخبرتك به ولا تحزن و لا تخف، ثم أخرجه إليهم وأمر فتيته أن يأخذوا بضاعتهم ويعجلوا لهم الكيل، فإذا فرغوا جعلوا المكيال في رحل ابن ياميل ففعلوا به ذلك، وارتحل القوم مع الرفقة فمضوا فلحقهم يوسف وفتيته فنادوا فيهم: " أيتها العير إنكم لسارقون * قالوا وأقبلوا عليهم ماذا تفقدون * قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم * قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين * قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين * قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه " قال: " فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه " قالوا: إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل، فقال لهم يوسف: ارتحلوا عن بلادنا، قالوا: يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا وقد أخذ علينا موثقا من الله لنرد به إليه فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين إن فعلت، قال: معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده، فقال كبيرهم: إني لست أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي، ومضى إخوة يوسف حتى دخلوا على يعقوب فقال لهم: فأين ابن ياميل؟ قالوا: ابن ياميل سرق مكيال الملك فأخذ الملك سرقته فحبس عنده، فاسأل أهل القرية والعير (3) حتى يخبروك بذلك، فاسترجع واستعبر و اشتد حزنه حتى تقوس ظهره. (4)

(1) الميرة: الطعام الذي يدخره الانسان.
(2) هكذا في النسخ وفيما يأتي بعد ذلك. وهو مصحف ابن يامين أو بنيامين، والظاهر كما سيأتي أن نسخة تفسير المصنف كانت مصحفة.
(3) العير: قافلة من الحمير، واطلقت على كل قافلة.
(4) مخطوط. م
(٣٠٦)
مفاتيح البحث: السرقة (2)، الطعام (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»
الفهرست