بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٢٥
من إبراهيم غير وثاقه; (1) وقيل: إن إبراهيم القي في النار وهو ابن ست عشرة سنة.
" وأرادوا به كيدا " أي شرا وتدبيرا في إهلاكه " فجعلناهم الأخسرين " قال ابن عباس: هو أن سلط الله على نمرود وخيله البعوض حتى أخذت لحومهم وشربت دماءهم ووقعت واحدة في دماغه حتى أهكته. (2) " إلى الأرض التي باركنا " أي الشام أو بيت المقدس أو مكة. (3) " فنظل لها عاكفين " أي مصلين، عن ابن عباس; أو نقيم على عبادتها مداومين " هل يسمعونكم " أي هل يستجيبون دعاءكم إذا دعوتموهم، أو ينفعونكم إذا عبدتموهم، أو يضرونكم إذا تركتم عبادتها؟ " أفرأيتم ما كنتم تعبدون " أي الذي كنتم تعبدونه من الأصنام " أنتم " الان " وآباؤكم الأقدمون " أي المتقدمون " فإنهم عدولي " أي إن عباد الأصنام معها عدو لي، إلا أنه غلب ما يعقل; وقيل: إنه يعني الأصنام وإنما قال:
" فإنهم " لما وصفها بالعداوة التي لا تكون إلا من العقلاء، وجعل الأصنام كالعدو في الضرر من جهة عبادتها، ويجوز أن يكون قال: " فإنهم " لأنه كان منهم من يعبد الله مع عبادته الأصنام فغلب ما يعقل ولذلك استثنى فقال: " إلا رب العالمين " استثناه من جميع المعبودين قال الفراء: إنه من المقلوب، والمعنى: فإني عدولهم " فهو يهدين " أي يرشدني إلى ما فيه نجاتي أو إلى جنته " والذي أطمع أن يغفر لي إنما قال ذلك عليه السلام على سبيل الانقطاع منه إلى الله تعالى من غير ذنب، أو المعنى: أن يغفر لمن يشفعني فيه; فأضافه إلى نفسه " رب هب لي حكما " أي حكمة وعلما أو نبوة " واجعل لي لسان صدق " أي ثناء حسنا وذكرا جميلا في الذين يأتون بعدي إلى يوم القيامة، وقيل: ولد صدق وهو محمد صلى الله عليه وآله " ولا تخزني هذا أيضا على الانقطاع. (4) " أوثانا " أي أصناما من حجارة لا تضر ولا تنفع " وتخلقون إفكا " أي تفعلون

(1) الوثاق: ما يشد به من قيد وحبل ونحوهما.
(2) مجمع البيان 7: 55. م (3) " ": 56 م (4) " ": 193 - 194. م
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست