بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٢٤٠
وجلودهم تقطر دما أصفر فكانوا يجادلونه في حبسه، وكان ولد يعقوب (1) إذا غضبوا خرج من ثيابهم شعر، ويقطر من رؤوسها دم أصفر وهم يقولون له: " يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا (2) فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين " فأطلق عن هذا.
فلما رأى يوسف ذلك " قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده " ولم يقل إلا من سرق متاعنا " إنا إذا لظالمون " فلما أيسوا (3) وأرادوا الانصراف إلى أبيهم قال لهم لاوي بن يعقوب: " ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله " في هذا " ومن قبل ما فرطتم في يوسف " فارجعوا أنتم إلى أبيكم، أما أنا فلا أرجع إليه " حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين " ثم قال لهم: " ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين * واسئل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها " أي أهل القرية وأهل العير " وإنا لصادقون " قال: فرجع إخوة يوسف إلى أبيهم، وتخلف يهودا فدخل على يوسف وكلمه حتى ارتفع الكلام بينه وبين يوسف وغضب، وكانت على كتف يهودا شعرة فقامت الشعرة فأقبلت تقذف بالدم، وكان لا يسكن حتى يمسه بعض أولاد يعقوب، (4) قال: فكان بين يدي يوسف ابن له في يده رمانة من ذهب يلعب بها، فلما رأى يوسف أن يهودا قد غضب وقامت الشعرة تقذف بالدم أخذ الرمانة من الصبي ثم دحرجها نحو يهودا وتبعها الصبي ليأخذها فوقعت يده على يد يهودا فذهب غضبه فارتاب يهودا ورجع الصبي بالرمانة إلى يوسف. قال: ثم ارتفع الكلام بينهما حتى غضب يهودا وقامت الشعرة تقذف بالدم فلما رأى ذلك يوسف دحرج الرمانة نحو يهودا وتبعها الصبي ليأخذها فوقعت يده على يهودا (5) فسكن غضبه، وقال:
إن في البيت لمن ولد يعقوب، حتى صنع ذلك ثلاث مرات. (6) بيان: " لا تبتئس " أي لا تحزن، افتعال من البؤس. قال الطبرسي رحمه الله: قيل: إن

(1) في نسخة والمصدر: وكانوا ولد يعقوب.
(2) أي كبيرا في السن أو في القدر والمنزلة. منه قدس سره.
(3) في نسخة: فلما آيسوا منه. وفى المصدر: فلما استيأسوا منه.
(4) في نسخة: بعض ولد يعقوب.
(5) في نسخة: فوقعت يده على يد يهودا.
(6) تفسير القمي: 325 - 327. م
(٢٤٠)
مفاتيح البحث: العزّة (1)، السرقة (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»
الفهرست