بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٢٤٤
أقول: على ما فسر علي بن إبراهيم " الحرض " لعله حمل الهلاك على الهلاك المعنوي بترك الصبر. (1) 11 - تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: أخبرني عن يعقوب حين قال لولده: " اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه " أكان علم أنه حي وقد فارقه منذ عشرين سنة وذهبت عيناه (2) عليه من البكاء، قال: نعم علم أنه حي حتى أنه دعا ربه في السحر أن يهبط عليه ملك الموت، فهبط عليه ملك الموت بأطيب رائحة (3) وأحسن صورة، فقال له: من أنت؟ قال: أنا ملك الموت، أليس سألت الله أن ينزلني عليك؟ قال: نعم، قال: ما حاجتك يا يعقوب؟ قال له: أخبرني عن الأرواح تقبضها جملة أو تفاريقا؟ قال: تقبضها أعواني متفرقة وتعرض علي مجتمعة، قال يعقوب:
فأسألك بإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب هل عرض عليك في الأرواح روح يوسف؟ فقال: لا فعند ذلك علم أنه حي، فقال لولده: " اذهبوا فتحسسوا (4) من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " وكتب عزيز مصر (5) إلى يعقوب:
أما بعد فهذا ابنك اشتريته (6) بثمن بخس دراهم وهو يوسف واتخذته عبدا، و هذا ابنك بنيامين قد سرق وأخذته فقد وجدت متاعي عنده واتخذته عبدا. فما ورد على يعقوب شئ كان أشد عليه من ذلك الكتاب، فقال للرسول: مكانك حتى أجيبه، فكتب عليه يعقوب عليه السلام:
بسم الله الرحمن الرحيم: من يعقوب إسرائيل الله ابن إسحاق بن إبراهيم خليل الله، أما بعد فقد فهمت كتابك تذكر فيه أنك اشتريت ابني واتخذته عبدا، وإن البلاء موكل ببني آدم

(1) لا يحتاج إلى حمله على ذلك بعد ما عرفت انه أراد الاشراف والاشفاء.
(2) في نسخة: وذهب عيناه.
(3) في نسخة: في أطيب رائحة.
(4) أي تجسسوا وتتبعوا خبر يوسف.
(5) لعل المراد ان يوسف كتب ذلك، وكان عنوان الكتاب: من عزيز مصر إلى يعقوب. و يأتي بعد ذلك " فلما ورد الكتاب إلى يوسف " وبالجملة فلا يخلو عن اشكال.
(6) في نسخة: قد اشتريته.
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»
الفهرست