بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٢٣٠
دخل السجن قالوا له: ما صناعتك؟ قال: أعبر الرؤيا، فرأى أحد الموكلين في نومه كما قال الله عز وجل: " أعصر خمرا " قال يوسف: تخرج من السجن وتصير على شراب الملك وترتفع منزلتك عنده، وقال الآخر: " إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه " ولم يكن رأى ذلك، فقال له يوسف: أنت يقتلك الملك ويصلبك وتأكل الطير من دماغك، فجحد الرجل وقال: إني لم أر ذلك، فقال يوسف كما حكى الله عز وجل: يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا وأما الاخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضي الامر الذي فيه تستفتيان ".
فقال أبو عبد الله عليه السلام في قوله: " إنا نراك من المحسنين " قال: كان يقوم على المريض ويلتمس المحتاج، ويوسع على المحبوس. (1) فلما أراد من رأى في نومه أن يعصر خمرا الخروج من الحبس قال له يوسف: " اذكرني عند ربك " فكان كما قال الله عز وجل:
" فأنساه الشيطان ذكر ربه ". (2) أخبرنا الحسن بن علي، عن أبيه، عن إسماعيل بن عمر، (3) عن شعيب العقرقوفي (4) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن يوسف أتاه جبرئيل عليه السلام فقال له: يا يوسف إن رب العالمين يقرؤك السلام ويقول لك: من جعلك أحسن خلقه؟ قال: فصاح ووضع خده على الأرض ثم قال: أنت يا رب، ثم قال له: ويقول لك: من حببك إلى أبيك دون إخوتك؟ قال:

(١) وقيل: أي ممن يحسن تأويل الرؤيا. منه رحمه الله.
(٢) قوله: " يأتيكما طعام ترز؟ انه " أي في المنام. قوله تعالى: " فأنساه الشيطان ذكر ربه " أي أنسى الشيطان الساقي ذكر يوسف عند الملك; وقيل: أنسى يوسف ذكر الله في تلك الحال حتى استغاث بمخلوق، وهو مخالف للاخبار.
وقال الطبرسي رحمه الله: واختلف في البضع فقال بعضهم: ما بين الثلاث إلى الخمس، وقيل:
إلى السبع، وقيل: إلى التسع، وأكثر المفسرين على أن البضع في الآية سبع سنين. وقال الكلبي: هذا السبع سوى الخمسة التي كانت قبل ذلك. منه رحمه الله.
(3) في بعض النسخ: إسماعيل عمرو، ولعله إسماعيل بن عمر بن أبان الكلبي.
(4) " " " العقرقوقي وهو غلط، والعقرقوفي بفتح العين والقاف وسكون الراء وضم القاف الثانية وسكون الواو نسبة إلى عقرقوف: قرية قديمة بالقرب من بغداد.
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»
الفهرست