يكون في لغتهم بمعنى الحياة، مع أنه كثيرا " ما يرد الاشتقاق في لغة العرب على خلاف قياسهم فيسمونه سماعيا " وشاذا فليكن هذا منها.
6 - علل الشرائع: في خبر ابن سلام (1) أنه سأل النبي صلى الله عليه وآله عن آدم لم سمي آدم؟ قال:
لأنه خلق من طين الأرض وأديمها، قال: فآدم خلق من الطين كله أو من طين واحد؟
قال: بل من الطين كله، ولو خلق من طين واحد لما عرف الناس بعضهم بعضا، وكانوا على صورة واحدة، قال: فلهم في الدنيا مثل؟ قال: التراب فيه أبيض وفيه أخضر وفيه أشقر وفيه أغبر وفيه أحمر وفيه أزرق وفيه عذب وفيه ملح وفيه خشن وفيه لين وفيه أصهب، فلذلك صار الناس فيهم لين وفيهم خشن وفيهم أبيض وفيهم أصفر وأحمر وأصهب وأسود على ألوان التراب.
قال: فأخبرني عن آدم خلق من حواء أو خلقت حواء من آدم؟ (2) قال: بل حواء خلقت من آدم، ولو كان آدم خلق من حواء لكان الطلاق بيد النساء، ولم يكن بيد الرجال.
قال: فمن كله خلقت أم من بعضه؟ قال: بل من بعضه، ولو خلقت من كله لجاز القصاص في النساء كما يجوز في الرجال.
قال: فمن ظاهره أو باطنه؟ قال: بل من باطنه، ولو خلقت من ظاهره لانكشفن النساء كما ينكشف الرجال، فلذلك صار النساء مستترات.
قال: فمن يمينه أو من شماله؟ قال: بل من شماله، ولو خلقت من يمينه لكان للأنثى كحظ الذكر من الميراث، فلذلك صار للأنثى سهم وللذكر سهمان، وشهادة امرأتين مثل شهادة رجل واحد.
قال: فمن أين خلقت؟ قال: من الطينة التي فضلت من ضلعه الأيسر. (3) بيان: الأشقر: الشديدة الحمرة. وقال الفيروزآبادي: الصهب محركة: حمرة أو شقرة في الشعر كالصهبة. والأصهب: بعير ليس بشديد البياض، والصيهب كصيقل: الصخرة الصلبة، والموضع الشديد، والأرض المستوية، والحجارة.