بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ٢٧٦
ما زاد على الضرورة كجمع الأموال زائدا على ما يحتاج إليه، أو صرفها فيما لا يدعوه إليه ضرورة، ولا يستحسن شرعا، ويؤيده بعض الأخبار كما عرفت.
وأما حشر الحيوانات فقد ذكره المتكلمون من الخاصة والعامة على اختلاف منهم في كيفيته وقد مر بعض القول فيه في الأبواب السالفة.
وقال الرازي في تفسير قوله تعالى: " وإذا الوحوش حشرت ": قال قتادة: يحشر كل شئ حتى الذباب للقصاص، وقالت المعتزلة: إن الله تعالى يحشر الحيوانات كلها في ذلك اليوم ليعوضها على آلامها التي وصلت إليها في الدنيا بالموت والقتل وغير ذلك فإذا عوضت عن تلك الآلام فإن شاء الله أن يبقي بعضها في الجنة إذا كان مستحسنا فعل، وإن شاء أن يفنيه أفناه على ما جاء به الخبر، وأما أصحابنا فعندهم أنه لا يجب على الله شئ بحكم الاستحقاق، ولكن الله تعالى يحشر الوحوش كلها فيقتص للجماء من القرناء، ثم يقال لها، موتي فتموت انتهى.
أقول: الأخبار الدالة على حشرها عموما وخصوصا وكون بعضها مما يكون في الجنة كثيرة سيأتي بعضها في باب الجنة وقد مر بعضها في باب الركبان يوم القيامة وغيره كقولهم عليهم السلام في مانع الزكاة: تنهشه كل ذات ناب بنابها، ويطؤه كل ذات ظلف بظلفها.
وروى الصدوق في الفقيه بإسناده عن السكوني، بإسناده أن النبي صلى الله عليه وآله أبصر ناقة معقولة وعليها جهازها فقال: أين صاحبها؟ مروه فليستعد غدا للخصومة.
وروي فيه أيضا، عن الصادق عليه السلام أنه قال: أي بعير حج عليه ثلاث سنين يجعل من نعم الجنة، وروي سبع سنين.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله: استفرهوا ضحاياكم (1) فإنها مطاياكم على الصراط.
* وروي أن خيول الغزاة في الدنيا خيولهم في الجنة.
51 - كتاب زيد النرسي: عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله

(1) أي استكرموها.
* قد سقط من هنا إلى قوله: " والاخبار من هذا الباب " في المطبوع بأمر امين الضرب لكنه موجود في نسخة المصنف - قدس الله سره - التي كتبها بيده وصححها.
(٢٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326