بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ٢٦٣
وله قبلهم تبعات، فيقول: عبادي ما كان لي قبلكم فقد وهبته لكم، فهبوا بعضكم تبعات بعض، وادخلوا الجنة جميعا برحمتي.
17 - معاني الأخبار: أبي، عن سعد، عن البرقي، عن أبيه، عن ابن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كل محاسب معذب، فقال له قائل: يا رسول الله فأين قول الله عز وجل: " فسوف يحاسب حسابا يسيرا "؟ قال: ذاك العرض يعني التصفح. " ص 76 - 77 " بيان: يعني أن الحساب اليسير هو تصفح أعماله وعرضها على الله، أو على صاحبه، من غير أن يناقش عليها ويؤخذ بكل حقير وجليل من غير عفو، فإن من فعل الله تعالى ذلك به هلك، إذ لا يقوم فعل أحد من الخلق بحق نعم الله عليه لا سيما إذا انضم إليها فعل الخطايا والآثام، فالمراد بالحساب في أول الخبر المحاسبة على هذا الوجه، كما هو دأب المحاسبين في الدنيا، ولذا ورد في بعض الأخبار مكانه: نوقش في الحساب. فقد روى الحسين بن مسعود في شرح السنة بإسناده عن البخاري، عن سفيان بن أبي مريم، عن نافع، عن ابن عمر، عن ابن أبي مليكة: أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه، وأن النبي صلى الله عليه وآله قال: من حوسب عذب، قالت عائشة: فقلت: أوليس يقول الله تعالى: " فسوف يحاسب حسابا يسيرا "؟ قالت: فقال:
إنما ذلك العرض، ولكن من نوقش الحساب يهلك. هذا حديث متفق على صحته أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وعلي بن حجر، عن إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن عبد الله بن أبي مليكة. قوله عليه السلام: من نوقش الحساب يهلك المناقشة: الاستقصاء في الحساب حتى لا يترك منه شئ، يقال: انتقشت منه حقي أجمع، ومنه نقش الشوك من الرجل وهو استخراجه منها، انتهى كلامه.
وروى مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من نوقش الحساب يوم القيامة عذب. وقال بعض شراحه: قال القاضي: قوله عذب له معنيان: أحدهما أن نفس المناقشة وعرض الذنوب والتوقيف عليها هو التعذيب لما فيه من التوبيخ، والثاني أنه يفضي إلى العذاب بالنار، ويؤيده قوله في الرواية الأخرى: " هلك " مكان " عذب " هذا
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326