ما شاء الله قبل الدخول، كأنه قيل: النار مثواكم أبدا إلا ما أمهلكم " إن ربك حكيم " في أفعاله " عليم " بأعمال الثقلين وأحوالهم " وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا " نكل بعضهم إلى بعض، أو نجعل بعضهم يتولى بعضا فيغويهم، أو أولياء بعض وقرناءهم في العذاب كما كانوا في الدنيا " بما كانوا يكسبون " من الكفر والمعاصي " يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم " الرسل من الانس خاصة، لكن لما جمعوا مع الجن في الخطاب صح ذلك، وتعلق بظاهره قوم وقالوا: بعث إلى كل من الثقلين رسل من جنسهم، وقيل: الرسل من الجن رسل الرسل إليهم لقوله: " ولوا إلى قومهم منذرين " " يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا " يعني يوم القيامة " قالوا شهدنا على أنفسنا " بالجرم والعصيان، وهو اعتراف منهم بالكفر واستيجاب العذاب.
وقال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى: " إلا ما شاء الله ": وجوه: أحدها: ما روي عن ابن عباس أنه قال: كان وعيد الكفار مبهما غير مقطوع به ثم قطع به بقوله سبحانه: " إن الله لا يغفر أن يشرك به ".
وثانيها: أن الاستثناء إنما هو من يوم القيامة لان قوله: " يوم يحشرهم جميعا " هو يوم القيامة: فقال: خالدين فيها مذ يوم يبعثون إلا ما شاء الله من مقدار حشرهم من قبورهم ومقدار مدتهم في محاسبتهم عن الزجاج، قال: وجائز أن يكون المراد: إلا ما شاء الله أن يعذبهم به من أصناف العذاب.
وثالثها: أن الاستثناء راجع إلى غير الكفار من عصاة المسلمين الذين هم في مشية الله إن شاء عذبهم بذنوبهم بقدر استحقاقهم عدلا، وإن شاء عفا عنهم فضلا.
ورابعها: أن معناه: إلا ما شاء الله ممن آمن منهم.
وقال البيضاوي في قوله سبحانه: " هل ينظرون ": هل ينتظرون " إلا تأويله ":
إلا ما يؤول إليه أمره من تبين صدقه بظهور ما نطق به من الوعد والوعيد " يقول الذين نسوه " أي تركوه ترك الناسي.
وفي قوله سبحانه: " للذين أحسنوا الحسنى " المثوبة: الحسنى " وزيادة " وما يزيده على مثوبته تفضلا، لقوله: " ويزيدهم من فضله " وقيل: الحسنى مثل حسناتهم والزيادة عشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف وأكثر، وقيل: الزيادة مغفرة من