بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ١٢٤
الكفار بعيدا، لأنهم لا يعتقدون صحته، وكل ما هو آت فهو قريب دان.
وفي قوله سبحانه: " كلا ": زجر، تقديره: لا تفعلوا هكذا، ثم خوفهم فقال:
" إذا دكت الأرض دكا دكا " أي كسر كل شئ على ظهرها من جبل أو بناء أو شجر، حتى زلزلت فلم يبق عليها شئ، يفعل ذلك مرة بعد مرة، وقيل: " دكت الأرض " أي مدت يوم القيامة مد الأديم عن ابن عباس، وقيل: دقت جبالها وأنشازها حتى استوت عن ابن قتيبة، والمعنى: استوت في انفراشها، فذهب دورها وقصورها وسائر أبنيتها حتى تصير كالصحراء الملساء " وجاء ربك " أي أمر ربك وقضاؤه ومحاسبته، وقيل: جاء أمره الذي لا أمر معه، بخلاف حال الدنيا، وقيل جاء جلائل آياته، فجعل مجيئها مجيئه تفخيما لأمرها، وقال بعض المحققين: المعنى: وجاء ظهور ربك، لضرورة المعرفة به، لان ظهور المعرفة بالشئ يقوم مقام ظهوره ورؤيته، ولما صارت المعارف بالله في ذلك اليوم ضرورية صار ذلك كظهوره وتجليه للخلق، فقيل: " وجاء ربك " أي زالت الشبهة و ارتفع الشك، كما ترتفع عند مجئ الشئ الذي كان يشك فيه، جل وتقدس عن المجئ والذهاب " والملك " أي وتجئ الملائكة " صفا صفا " يريد صفوف الملائكة و أهل كل سماء صف على حدة عن عطاء، وقال الضحاك: أهل كل سماء إذا زلزلوا يوم القيامة كانوا صفا محيطين بالأرض وبمن فيها، فيكونون سبع صفوف، وقيل: معنا:
مصطفين كصفوف الناس في الصلاة: يأتي الصف الأول، ثم الثاني، ثم الثالث، ثم على هذا الترتيب، لان ذلك أشبه بحال الاستواء من التشويش، فالتعديل والتقويم أولى في الأمور " وجئ يومئذ بجهنم " أي وأحضرت في ذلك اليوم جهنم ليعاقب بها المستحقون لها، ويرى أهل الموقف هولها وعظم منظرها.
وروي مرفوعا عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت هذه الآية تغير لون رسول الله صلى الله عليه وآله، وعرف في وجهه، حتى اشتد على أصحابه ما رأوا من حاله، وانطلق بعضهم إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: يا علي لقد حدث أمر قد رأيناه في نبي الله، فجاء علي عليه السلام فاحتضنه من خلفه، وقبل بين عاتقيه، ثم قال: يا نبي الله بأبي أنت و أمي ما الذي حدث اليوم؟ قال: جاء جبرئيل فأقرأني: " وجيئ يومئذ بجهنم " فقال:
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326