بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣ - الصفحة ٢
دار الدنيا؟ وكيف تحرق قلوبنا وقد عقدت على أن لا إله إلا أنت؟ أم كيف تحرق وجوهنا وقد عفرناها لك في التراب؟ (1) أم كيف تحرق أيدينا وقد رفعناها بالدعاء إليك؟ فيقول الله جل جلاله: عبادي ساءت أعمالكم في دار الدنيا فجزاؤكم نار جهنم. فيقولون:
يا ربنا عفوك أعظم أم خطيئتنا؟ فيقول تبارك وتعالى: بل عفوي، فيقولون: رحمتك أوسع أم ذنوبنا؟ فيقول عز وجل: بل رحمتي، فيقولون: إقرارنا بتوحيدك أعظم أم ذنوبنا؟
فيقول تعالى. بل إقراركم بتوحيدي أعظم، فيقولون: يا ربنا فليسعنا عفوك ورحمتك التي وسعت كل شئ، فيقول الله جل جلاله: ملائكتي! وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أحب إلي من المقرين بتوحيدي، وأن لا إله غيري: وحق علي أن لا أصلي أهل توحيدي، ادخلوا عبادي الجنة.
بيان: قوله: وحق علي الظاهر أنه اسم أي واجب ولازم علي، ويمكن أن يقرأ على صيغة الماضي المعلوم والمجهول، قال الجوهري: قال الكسائي: يقال: حق لك أن تفعل هذا وحققت أن تفعل هذا بمعنى، وحق له أن يفعل كذا وهو حقيق به و محقوق به أي خليق له، وحق الشئ يحق بالكسر أي وجب. وقال: يقال: صليت الرجل نارا: إذا أدخلته النار وجعلته يصلاها، فإن ألقيته فيها إلقاءا كأنك تريد الاحراق قلت: أصليته " بالألف " وصليته تصلية. وقال: صلى فلان النار يصلى صليا احترق 2 - التوحيد، أمالي الصدوق: الحسن بن عبد الله بن سعيد، عن محمد بن أحمد بن حمدان القشيري عن أحمد بن عيسى الكلابي، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، (2) عن أبيه

(١) عفر وجهه بالتراب أي مرغه ودسه فيه.
(٢) هو صاحب كتاب الجعفريات، المترجم في ص ١٩ من رجال النجاشي بأنه سكن مصر وولده بها، وله كتب يرويها عن أبيه، عن آبائه، منها: كتاب الطهارة، كتاب الصلاة، كتاب الزكاة، كتاب الصوم، كتاب الحج، كتاب الجنائز، كتاب الطلاق، كتاب النكاح، كتاب الحدود، كتاب الدعاء، كتاب السنن والآداب، كتاب الرؤيا. أخبرنا الحسين بن عبيد الله قال: حدثنا أبو محمد سهل بن أحمد بن سهل، قال: حدثنا أبو علي محمد بن محمد الأشعث بن محمد الكوفي بمصر قراءة عليه، قال حدثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر قال: حدثنا أبي بكتبه انتهى. أقول: ويسمى الجعفريات الأشعثيات أيضا لرواية محمد بن محمد الأشعث ذلك، وللعلامة النوري حول الكتاب و صاحبه كلام في ج 3 من المستدرك ص 290.
(٢)
الفهرست