التوحيد: ابن الوليد، عن محمد العطار، عن سهل، عن الخشاب رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.
47 - التوحيد: أبي، عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن ابن الحجاج قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " الرحمن على العرش استوى " فقال: استوى من كل شئ فليس شئ أقرب إليه من شئ لم يبعد منه بعيد ولم يقرب منه قريب، استوى من كل شئ.
بيان: اعلم أن الاستواء يطلق على معان: الأول: الاستقرار والتمكن على الشئ الثاني: قصد الشئ والاقبال إليه. الثالث: الاستيلاء على الشئ. قال الشاعر:
قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق الرابع: الاعتدال يقال: سويت الشئ فاستوى. الخامس: المساواة في النسبة.
فأما المعنى الأول فيستحيل على الله تعالى لما ثبت بالبراهين العقلية والنقلية من استحالة كونه تعالى مكانيا، فمن المفسرين من حمل الاستواء في هذه الآية على الثاني أي أقبل على خلقه وقصد إلى ذلك، وقد رووا أنه سئل أبو العباس أحمد بن يحيى عن هذه الآية فقال: الاستواء: الاقبال على الشئ، ونحو هذا قال الفراء والزجاج في قوله عز وجل:
" ثم استوى إلى السماء ". والأكثرون منهم حملوها على الثالث أي استولى عليه وملكه و دبره، قال الزمخشري: لما كان الاستواء على العرش وهو سرير الملك لا يحصل إلا مع الملك جعلوه كناية عن الملك فقالوا استوى فلان على السرير، يريدون ملكه، وإن لم يقعد على السرير البتة. وإنما عبروا عن حصول الملك بذلك، لأنه أصرح و أقوى في الدلالة من أن يقال: فلان ملك، ونحوه قولك: يد فلان مبسوطة، ويد فلان مغلولة بمعنى أنه جواد أو بخيل، لا فرق بين العبارتين إلا فيما قلت، حتى أن من لم يبسط يده قط بالنوال أو لم يكن له يد رأسا وهو جواد قيل فيه: يده مبسوطة، لأنه لا فرق عندهم بينه وبين قولهم: " جواد " انتهى. ويحتمل أن يكون المراد المعنى الرابع بأن يكون كناية عن نفي النقص عنه تعالى من جميع الوجوه فيكون قوله تعالى: على العرش