ينابيع المعاجز - السيد هاشم البحراني - الصفحة ٩٣
أردت ان أسألك يا بن رسول الله وساق الحديث بطوله (1).

(١) معاني الأخبار ط الغفاري ص ٣٥٠ أقول - وتمام الحديث هكذا بعد جملة يا بن رسول الله (ص) فأخبرني فقال: ان عليا عليه السلام برسول الله شرف، وبه ارتفع، وبه وصل إلى اطفاء نار الشرك وابطال كل معبود دون الله عز وجل ولو علا النبي لحط الأصنام لكان بعلى مرتفعا وشريفا وواصلا إلى حط الأصنام، ولو كان ذلك كذلك لكان أفضل منه، الا ترى ان عليا قال:
لما علوت ظهر رسول الله (ص) شرفت وارتفعت حتى لو شئت ان أنال السماء لنلتها أما علمت أن المصباح هو الذي يهتدي به في الظلمة وانبعاث فرعه من أصله وقد قال علي (ع) انا من احمد كالضوء من الضوء اما علمت أن محمدا وعليا صلوات الله عليهما كانا نورا بين يدي الله جل جلاله قبل خلق الخلق بألفي عام وان الملائكة لما رأت ذلك النور رأت له أصلا قد انشعب فيه شعاع لامع، فقالت: الهنا وسيدنا ما هذا النور فأوحى الله عز وجل إليهم هذا نور من نوري أصله نبوة وفرعه امامة.
اما النبوة فلمحمد عبدي ورسولي واما الإمامة فلعلي حجتي و ولييي ولولاهما ما خلقت خلقي اما علمت أن رسول الله (ص) رفع يدي علي (ع) بغدير خم حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما فجعله مولى المسلمين وامامهم وقد احتمل الحسن والحسين (ع) يوم حظيرة بنى النجار فلما قال له بعض أصحابه ناولني أحدهما يا رسول الله قال: نعم الحاملان ونعم الراكبان وأبوهما خير منهما وروى في خبر آخر ان رسول الله حمل الحسن وحمل جبرئيل الحسين فلهذا قال نعم الحاملان وانه كان يصلى بأصحابه فأطال سجدة من سجداته فلما سلم قيل له يا رسول الله لقد أطلت هذه السجدة فقال (ص) نعم ان ابني ارتحلني فكرهت ان أعجله حتى ينزل وإنما أراد بذلك رفعهم وتشريفهم فالنبي (ص) رسول بني آدم وعلى امام ليس بنبي ولا رسول فهو غير مطيق لحمل أثقال النبوة. قال محمد ابن حرب الهلالي فقلت له زدني يا بن رسول الله فقال إنك لأهل للزيادة ان رسول الله (ص) حمل عليا (ع) على ظهره يريد بذلك انه أبو ولده وامام الأئمة من صلبه كما حول ردائه في صلاة الاستسقاء وأراد ان يعلم أصحابه بذلك انه قد تحول الجدب خصبا قال: فقلت له زدني يا بن رسول الله فقال: احتمل رسول الله (ص) عليا (ع) يريد بذلك ان يعلم قومه انه هو الذي يخفف عن ظهر رسول الله ما عليه من الدين والعدات والأداء عنه من بعده قال: فقلت له يا بن رسول الله زدني فقال إنه احتمله ليعلم بذلك انه قد احتمله وما حمل لأنه معصوم لا يحتمل وزرا فتكون أفعاله عند الناس حكمة وصوابا.
وقد قال النبي (ص) لعلى (ع) يا علي ان الله تبارك وتعالى حملني ذنوب شيعتك ثم غفرها لي وذلك قول عز وجل (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) ولما انزل الله تبارك وتعالى عليه (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم) قال النبي (ص) يا أيها عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم وعلى نفسي وأخي أطيعوا عليا فإنه مطهر معصوم لا يضل ولا يشقى ثم تلا هذه الآية (قال أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فان تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وان تطيعوه تهتدوا وما على الرسول الا البلاغ المبين) قال محمد بن حرب الهلالي ثم قال لي جعفر بن محمد (ع) أيها الأمير لو أخبرتك بما في حمل النبي (ص) عليا (ع) عند حط الأصنام من سطح الكعبة من المعاني التي أرادها به لقلت ان جعفر بن محمد لمجنون فحسبك من ذلك ما قد سمعته فقمت إليه فقبلت رأسه وقلت الله اعلم حيث يجعل رسالته.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 95 96 97 98 99 ... » »»