ثم قال لي إليك حاجة؟ فقلت له: تقضى إن شاء الله تعالى؟ فقال: إذا أصبحت غدا، فات مسجد بنى فلان، حتى ترى أخي الشقي.
قال أبو جعفر: فوالله لقد طالت على تلك الليلة، حتى خشيت ان لا أصبح، حتى أفارق الدنيا، قال: فلما أصبحت، اتيت المسجد الذي وصف لي وحضرت الصلاة، فقمت في الصف الأول لفضله، والى جانبي على يساري شاب معتم بعمامة - فذهب ليركع، فسقطت عمامته من رأسه، فنظرت إليه فإذا رأسه رأس خنزير، ووجهه وجه خنزير (1).
قال أبو جعفر: فوالذي احلف به، ما علمت ما انا فيه، ولا عقلت انا في الصلاة أم في غير صلاة تعجبا، ودهشت حتى ما ادرى ما أقول في صلاتي إلى أن فرغ الامام من التشهد، فسلم وسلمت (2).
ثم قلت: ما هذا الذي أرى بك؟ فقال لي: لعلك صاحب أخي الذي أرسلك إلى لتراني؟ قال: قلت: نعم، فاخذ بيدي وأقامني وهو يبكى بكاء شديدا ثم شهق في مكانه حتى كادت نفسه ان تزهق (3).
ثم اتى بي إلى منزلة، فقال لي: انظر إلى هذين البيتين، فنظرت إليه،