محاسبة النفس - الشيخ إبراهيم الكفعمي - الصفحة ١٦
عليها نظام العالم، لكن أبواب الوصول إليه مفتوحة، ومناهل الظماء لديه مترعة، دخلها قوم لم يسلكوا غير طريقتهم، وشرب منها زمرة لم يشربوا من غير آنيتهم، فارجعي البصر كرتين [ترينهم] بين الناس مختفين، وقد أشرنا إلى بعضهم في مطاوي هذا الكتاب، ولعل الله يوفقنا لاستقصاء جماعة منهم في رسالة منفردة تحن إليها قلوب أولي الألباب، فلو شابهتهم في الأعمال والأقوال، وصرت كأحدهم في الأفعال والأحوال، كنت معهم عند تقسيم هذا النوال، لكنك تدثرت بجلباب أعدائه، وأنخت راحلتك بغير فنائه، تصبحين وتمسين ولا يجري ذكره على قلبك ولسانك، وتبتغين مرضاة رب العالمين وفضله ولا تقدميه في امامك، فاتخذته وراءك ظهريا، فكأنه عليه السلام صار نسيا منسيا، فصرت محرومة من خصائص لطفه، ونفحات رحمته، فابك طويلا، فقد عظم المصاب، وطال العذاب، وإلى الله المشتكى من اتصال الغفلة وسوء المآب (١).
وشيخنا الكفعمي - مؤلف هذا الكتاب - أيضا أخذ هذه الطريقة وانتهجها، لما فيها من الأثر الوضعي في القلب وتقوية الروح، فجعل كتابه مخاطبة للنفس وتنبيها لها، فالكتاب حوار بين القوة العقلائية والقوة الشهوانية، بين القلب والهوى، بين الروح الطاهرة والنفس الأمارة.
فعلى كل من يريد الوصول إلى الحق والحقيقة والجمال الروحي أن يحاسب نفسه الأمارة ويخاطبها بهذه العبارات، حتى يصرعها ويجعلها خاضعة إلى القوة العقلائية، ويجعلها مسيرة لا مسيرة، فحينئذ يشملها الخطاب الرباني:
﴿يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وادخلي جنتي﴾ (2).

(١) دار السلام ٤: ٩٢ - ٩٤.
(٢) الفجر ٨٩: 27 - 30.
(١٦)
مفاتيح البحث: العذاب، العذب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 1
2 مقدمة المؤلف 5
3 ترجمة المؤلف 17
4 اسمه ونسبه 17
5 مشايخه 17
6 أقوال العلماء في حقه 18
7 مولده ووفاته 20
8 آثاره 23
9 حول الكتاب 29
10 اسم الكتاب 29
11 عملنا في الكتاب 30
12 مقدمة المؤلف 35
13 الحث على المحاسبة 36
14 النهي عن تضييع العمر 37
15 النهي عن المعصية 39
16 النهي عن الفرح بالنعيم الزائل 41
17 التصديق بيوم القيامة 44
18 المبادرة إلى صالح الأعمال 47
19 مغالبة الشهوة 47
20 الحث على التفرد 50
21 النهي عن الركون إلى الدنيا 51
22 الاستعداد ليوم القيامة 57
23 النهي عن طول الأمل 58
24 الاعتبار بمصارع الأموات 58
25 النهي عن الركون إلى المال 59
26 الحث على تقوى الله 60
27 بعض مساوئ الدنيا 61
28 موعظة أمير المؤمنين (ع) 65
29 النهي عن حب الرئاسة 68
30 الزهد في الدنيا 69
31 النهي عن طلب الجمع بين الدنيا والآخرة 70
32 الحث على لزوم مكارم الأخلاق 71
33 كيفية تقوى الله 74
34 نتائج مكارم الأخلاق ومساوئها 76
35 النهي عن مصاحبة الأشرار 81
36 نتائج الأعمال الحسنة والسيئة 84
37 النهي عن صحبة الدنيا بحال 90
38 النهي عن الفخر بالحسب 92
39 وصف عبد صالح 93
40 بيان مرض القلوب 96
41 تحذير وعبر لترك الدنيا 101
42 توبيخ النفس لارتكابها الأعمال السيئة 104
43 الاستعداد للآخرة 108
44 النهي عن الرياء 111
45 العمل الصالح يمهد في الجنة لصاحبه 112
46 وصف الجنان 115
47 فضل الفقير على الغني يوم القيامة 117
48 النهي عن جمود العين 119
49 وصف جهنم 120
50 تحذير النفس بالآيات القرآنية 121
51 التفكر في الموت وما بعده 126
52 وصف الجنة 129
53 وصف الأموات بعد الدفن 133
54 الاستيقاظ من الغفلة 134
55 الحث على المحاسبة 135
56 الاعتبار بالجنازة والقبر 138
57 نداء القبر 140
58 الحث على طلاق الدنيا 151
59 ما أوحاه الله إلى الدنيا 152
60 توطين النفس على ألم العبادة 153
61 مجاهدة النفس على أربع اقسام 155
62 النهي عن العجب 160
63 الحث على الذكر والحمد والشكر 162
64 الحث على الاستغفار 162
65 النهي عن الغيبة 164
66 وجوب اقتران العلم بالعمل 165
67 الحذر من اللسان 170
68 الحث على لزوم العزلة 171
69 الحث على الدعاء 185
70 الحث على الاستغاثة والصراخ 186
71 مناجاة أمير المؤمنين (ع) 186
72 المراحل التي تبعد عن الهوى 188
73 مناجاة للمؤلف تختم الكتاب 189