المصباح - الكفعمي - الصفحة ٢١٠
إليك إذا احتجبت عنه الملوك الغافلة تعلم ما حل به قبل ان يشكوه إليك وتعرف ما يصلحه قبل ان يدعوك له فلك الحمد سميعا بصيرا عليما لطيفا خبيرا (قديرا) اللهم وانه قد كان في سابق علمك ومحكم قضائك وجاري قدرك ونافذ حكمك وماضي مشيتك في خلقك أجمعين شقيهم وسعيدهم وبرهم وفاجرهم ان جعلت لفلان بن فلان على قدرة فظلمني بها وبغى على بمكانها واستطال بسلطانه الذي حولته إياه وتجبر وافتخر بعلو حاله التي تولته وغره املاؤك له وأطغاه حلمك عنه فقصدني بمكروه وعجزت عن الصبر عليه وتعمدني بشر ضعفت عن احتماله ولم أقدر على الاستنصاف منه لضعفي ولا على الاستنصار لقلتي وذلي فوكلت امره إليك و توكلت في شانه عليك وتوعدته بعقوبتك وحذرته بطشك وخوفته نفسك فظن أن حلمك عنه من ضعف وحسب أن املاءك له من عجز ولم تنهه واحدة عن أخرى ولا انزجر عن ثانية بأولى ولكنه تمادى في غيه وتتابع في ظلمه ولج في عدوانه واستشرى في طغيانه جرأة عليك يا سيدي وتعرضا لسخطك الذي لا ترده عن الظالمين وقلة اكتراث ببأسك الذي لا تحبسه عن الباقين فها انا ذا يا سيدي مستضعف في يده (يديه) مستضام تحت سلطانه مستذل بفنائه مغلوب (مظلوم) مبغى عليه (على) مغضوب وجل خائف مروع (مرعوب) مقهور قد قل صبري وضاقت حيلتي وانغلقت على المذاهب الا إليك وانسدت عنى الجهات الا جهتك والتبست على أموري في دفع مكروهه عنى واشتبهت على الآراء في إزالة ظلمه و خذلني من استنصرته من خلقك (عبادك) وأسلمني من تعلقت به من عبادك (خلقك) واستشرت نصيحي فأشار على بالرغبة إليك واسترشدت دليل فلم تدلني الا عليك فرجعت
(٢١٠)
مفاتيح البحث: الظلم (1)، الخوف (1)، الصبر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»