المصباح - الكفعمي - الصفحة ٢٠٧
قد سعى في الأرض بالفساد وقد منعنا من إقامة الحد عليه ولا مانع له من ظلم نفسه وظلم العباد ومن تطهيره قبل يوم المعاد اللهم وأنت أحق بإقامة الحد عليه فعجل له ما يستحقه بالفساد الذي أصر عليه اللهم وقد قلت ومن بغى عليه لينصرنه الله وقلت ولا يحيق المكر السيئ الا باهله وقلت ومن نكث فإنما ينكث على نفسه اللهم وقد اجتمعت في فلان مثل هذه الصفات وقد أحاط به حكم هذه الآيات فعجل الاذن في فصل حكمها وقضائها وإبرامها وامضائها بقوتك القاهرة وقدرتك الباهرة واجعله عبرة في الدنيا والآخرة وذكر رحمة الله في كتابه مهج الدعوات عن علي بن يقطين انه قال أنمى الخبر إلى الكاظم عليه السلام وعنده جماعة من أهل بيته بما عزم عليه موسى بن المهدى من قتله عليه السلام فقال لأهل بيته ما ترون قالوا نرى ان تتباعد منه وان يغيب شخصك عنه لتسلم من شره فتبسم أبو الحسن عليه السلام من كلامهم ثم قال شعرا زعمت سحينة ان ستغلب ربها * فليغلبن مغالب الغلاب ثم رفع يده إلى السماء وقال إلهي كم من عدو شحذ لي ظبة مديته وأرهف لي شباحده وداف لي قواتل سمومه ولم تنم عنى عين حراسته فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح وعجزي عن ملمات الجوانح صرفت ذلك عنى بحولك وقوتك لا بحول منى ولا قوة فألقيته في الحفير الذي احتفره لي خائبا مما آمله في الدنيا متباعدا مما رجاه في الآخرة فلك الحمد على ذلك قدر استحقاقك سيدي اللهم فخذه بعزتك وافلل حده عنى بقدرتك واجعل له شغلا فيما يليه وعجزا عما يناويه اللهم واعدني عليه عدوا حاضرة تكون من غيظي شفاء ومن حنقي عليه وفاء وصل اللهم دعائي بالإجابة وأنظم شكايتي بالتغيير وعرفه عما قليل
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»