نعمته وسلطانه وافضض عنه جموعه وأعوانه ومزق ملكه كل ممزق وفرق أنصاره كل مفرق وأعره من نعمتك التي لم يقابلها بالشكر وانزع عنه سربال عزك الذي لم يجازه بالاحسان واقصمه يا قاصم الجبابرة وأهلكه يا مهلك القرون الخالية وأبره يا مبير الأمم الظالمة (الطاغية) واخذله يا خاذل الفرق الباغية وابتر عمره وابتز ملكه وعف اثره واقطع خبره وأطف ناره وأظلم نهاره وكور شمسه وأزهق نفسه واهشم سوقه وجب سنامه وأرغم أنفه وعجل حتفه ولا تدع له جنة الا هتكتها ولا دعامة الا قصمتها ولا كلمة مجتمعة فرقتها ولا قائمة علو الا وضعتها ولا ركنا الا وهنته ولا سببا الا قطعته وأرنا أنصاره وجنوده و أعوانه وأحبائه وأرحامه عباديد بعد الألفة وشتى بعد اجتماع الكلمة مقنعي الرؤس بعد الظهور على الأمة واشف بزوال امره القلوب النغلة (الوحلة) الأفئدة اللهفة والأمة المتحيرة والبرية الضايعة (وادل) وأحي ببواره الحدود المعطلة والسنن الدائرة والاحكام المهملة والمعالم المغيرة والآبات المحرفة والمدارس المهجورة والمحاريب المجفوة والمساجد المهدومة وأشبع به الخماص الساغبة وارو به اللهوات اللاغبة والأكباد الظامية وأرح به الاقدام المتعبة وأطرقه بليلة لا أخت لها والساعة لا مثوى فيها وبنكبة لا انتعاش معها وبعثرة لا إقالة منها وأبح حريمه ونفض نعمته الذي هو أعز من سلطانه واغلبه لي بقوتك القوية ومحالك الشديد وامنعني منه بمنعك الذي كل خلق فيه ذليل وابتله بفقر لا تجبره وبسوء لا تستره وكله إلى نفسه فيما يريد انك فعال لما تريد وأبرءه من حولك وقوتك وكله
(٢١٢)