مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ٧٧
فتوفي فيها صلوات الله عليه.
فلما دفن (عليه السلام) لم تلبث أن خرجت حتى أتت القبر، فضربت بجرانها (1) القبر ورغت (2) وهملت عيناها، فاتي محمد بن علي (عليهما السلام)، فقيل له: إن الناقة قد خرجت إلى القبر، فأتاها فقال: مه، قومي الآن بارك الله فيك، فثارت حتى دخلت موضعها، ثم لم تلبث أن خرجت حتى أتت القبر، فضربت بجرانها القبر، ورغت وهملت عيناها، فاتي محمد بن علي (عليهما السلام) فقيل له: إن الناقة قد خرجت إلى القبر، فأتاها فقال: مه، الآن قومي فلم تفعل، فقال: دعوها فإنها مودعة، فلم تلبث إلا ثلاثة أيام حتى نفقت، وإنه كان ليخرج عليها إلى مكة فيعلق السوط بالرحل، فلم يقرعها قرعة حتى يدخل المدينة ".
وروي: " إنه حج عليها أربعين حجة " (3).
[/ 27] عنه وإبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن أبي محمود، قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): الإمام يعلم متى يموت؟ قال: " نعم "، قلت: فأبوك حيث بعث إليه يحيى بن خالد (4) بالرطب والريحان المسمومين علم به؟ قال: " نعم "، قلت: فأكله

١ - الجران: مقدم العنق، وقال ابن منظور: باطن العنق. من مذبح البعير إلى منحره، فإذا برك ومد عنقه على الأرض، قيل: ألقى جرانه بالأرض. الصحاح ٥: ٢٠٩١، لسان العرب ١٣: ٨٦ - جرن.
٢ - الرغاء: صوت ذوات الخف، وهو صوت الإبل، والناقة ترغو رغاء: صوتت فضجت. لسان العرب ١٤: ٣٢٩ - رغا.
٣ - بصائر الدرجات: ٤٨٣ / ١١، وعنهما في البحار ٤٦: ١٤٨ / ٤.
٤ - يحيى بن خالد: هو البرمكي أبو علي، كان المهدي قد ضم هارون الرشيد إليه وجعله في حجره، فلما استخلف هارون عرف ليحيى حقه وكان يعظمه، وجعل اصدار الأمور وإيرادها إليه، إلى أن نكب هارون البرامكة فغضب عليه وخلده الحبس، ومات سنة تسعين ومائة وهو ابن سبعين سنة. انظر تاريخ بغداد ٤: ١٢٨ و 132.
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»