مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ٨١
الأرض من حجة؟ فقال: " لو خلت الأرض من حجة طرفة عين لساخت (1) بأهلها " (2).
[/ 35] أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء، عن علي بن قيس (3)، قال: لما قدم أبو عبد الله (عليه السلام) على أبي جعفر (4) أقام أبو جعفر مولى له على رأسه، وقال له: إذا دخل علي فاضرب عنقه، فلما دخل أبو عبد الله (عليه السلام) على أبي جعفر فنظر (عليه السلام) إلى أبي جعفر فأسر شيئا فيما بينه وبين نفسه ولم ندر ما هو، ثم أظهر:
" يا من يكفي خلقه كله (5) ولا يكفيه أحد اكفني شر عبد الله بن محمد بن علي " (6) فصار أبو جعفر لا يبصر مولاه وصار مولاه لا يبصره، فقال أبو جعفر: يا جعفر بن محمد لقد عنيتك (7) في هذا الحر فانصرف.
فخرج أبو عبد الله (عليه السلام) من عنده، فقال أبو جعفر لمولاه: ما منعك أن تفعل ما أمرتك به؟ فقال: لا والله ما أبصرته، ولقد جاء شئ فحال بيني وبينه، فقال

١ - ساخت: انخسفت، وساخت الأقدام: بمعنى غاصت. لسان العرب ٣: ٢٧ - سوخ.
٢ - بصائر الدرجات: ٤٨٩ / ٨، وأورده الصدوق في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ١: ٢٧٢ / ٤، وعلل الشرائع: ١٩٩ / ٢١، وكمال الدين: ٢٠٤ / ١٥ بتقديم وتأخير.
٣ - في البصائر والكافي: علي بن ميسر.
٤ - هو أبو جعفر المنصور العباسي.
٥ - في البصائر والكافي: كلهم.
٦ - في البصائر والكافي: عبد الله بن علي، والصحيح ما في المتن لأن عبد الله بن علي هو عم المنصور وليس هو المراد به في الرواية. انظر سير أعلام النبلاء ٧: ٨٣.
7 - في البصائر: أتعبتك، وفي الكافي: عييتك، وفي المختصر المطبوع: غثثتك.
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»