الشاهد من غير أن يستشهد، وشهد الآخر قضاء للذمام بغير حق عرفه، وتفقه لغير الدين، وآثروا عمل الدنيا على عمل الآخرة، ولبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب، وقلوبهم أنتن من الجيفة وأمر من الصبر، فعند ذلك الوحا الوحا، العجل العجل، خير المساكن يومئذ بيت المقدس، ليأتين على الناس زمان يتمنى أحدهم أنه من سكانه ".
فقام إليه الأصبغ بن نباتة (1)، فقال: يا أمير المؤمنين من الدجال؟ فقال: " ألا إن الدجال صائد بن الصيد، فالشقي من صدقه، والسعيد من كذبه، يخرج من بلدة يقال لها: أصفهان، من قرية تعرف باليهودية، عينه اليمنى ممسوحة، والأخرى في جبهته تضئ كأنها كوكب الصبح، فيها علقة كأنها ممزوجة بالدم، بين عينيه مكتوب كافر، يقرؤه كل كاتب وأمي.
يخوض البحار، وتسير معه الشمس، بين يديه جبل من دخان، وخلفه جبل أبيض، يرى الناس أنه طعام، يخرج حين يخرج في قحط شديد، تحته حمار أقمر، خطوة حماره ميل، تطوى له الأرض منهلا منهلا، لا يمر بماء إلا غار إلى يوم القيامة.
ينادي بأعلى صوته يسمع ما بين الخافقين من الجن والإنس والشياطين،