مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ١٤٣
الله كلامك وعلم ما أردت، والله ما المسؤول عنه بأعلم من السائل، ولكن لذلك علامات وامارات وهنات (1) يتبع بعضها بعضا كحذو النعل بالنعل، فإن شئت أنبأتك بها " فقال: نعم يا أمير المؤمنين.
فقال علي (عليه السلام): " إحفظ فإن علامة ذلك إذا أمات الناس الصلاة، وأضاعوا الأمانة، واستحلوا الكذب، وأكلوا الربا، وأخذوا الرشا، وشيدوا البنيان، وباعوا الدين بالدنيا، واستعملوا السفهاء، وشاوروا النساء، وقطعوا الأرحام، واتبعوا الأهواء، واستخفوا بالدماء.
وكان الحلم ضعفا (2)، والظلم فخرا، وكانت الامراء فجرة، والوزراء ظلمة، والعرفاء (3) خونة، والقراء فسقة، وظهرت شهادة الزور، واستعلن الفجور، وقول البهتان، والإثم والطغيان، وحليت المصاحف، وزخرفت المساجد، وطولت المنائر، وأكرم الأشرار، وازدحمت الصفوف، واختلفت القلوب، ونقضت العهود، واقترب الموعود، وشاركت النساء أزواجهن في التجارة حرصا على الدنيا، وعلت أصوات الفساق واستمع منهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، واتقي الفاجر مخافة شره، وصدق الكاذب، وأؤتمن الخائن، واتخذت القينات (4) والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها، وركب ذوات الفروج السروج، وتشبه النساء بالرجال والرجال بالنساء، وشهد

١ - في كمال الدين: وهيئات.
٢ - في نسخة " س " والمختصر المطبوع: العلم ضعيفا.
٣ - العرفاء: واحده العريف وهو القيم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس، يلي أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم. لسان العرب ٩: ٢٣٨ - عرف.
٤ - القينات: المغنيات. لسان العرب ١٣: ٣٥٢ - قين.
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»