مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ١٤٧
المؤمنين (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى أحد واحد، تفرد في وحدانيته، ثم تكلم بكلمة فصارت نورا، ثم خلق من ذلك النور محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) وخلقني وذريتي، ثم تكلم بكلمة فصارت روحا فأسكنه الله في ذلك النور وأسكنه في أبداننا، فنحن روح الله وكلماته، فبنا احتج على خلقه (1)، فما زلنا في ظلة خضراء حيث لا شمس ولا قمر، ولا ليل ولا نهار، ولا عين تطرف، نعبده ونقدسه ونسبحه، وذلك قبل أن يخلق الخلق.
وأخذ ميثاق الأنبياء بالإيمان والنصرة لنا، وذلك قوله عز وجل * (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه) * (2) يعني لتؤمنن بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولتنصرن وصيه، وسينصرونه جميعا.
وإن الله أخذ ميثاقي مع ميثاق محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنصرة بعضنا لبعض، فقد نصرت محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) وجاهدت بين يديه، وقتلت عدوه، ووفيت لله بما أخذ علي من الميثاق والعهد والنصرة لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولم ينصرني أحد من أنبياء الله ورسله، وذلك لما قبضهم الله إليه، وسوف ينصرونني ويكون لي ما بين مشرقها إلى مغربها، وليبعثنهم الله أحياء من آدم إلى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، كل نبي مرسل، يضربون بين يدي

١ - في نسخة " ض ": احتجب عن خلقه.
٢ - آل عمران ٣: 81.
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»