الطيب داود بن عبد الرحمان، ولده يقال لهم آل أبي الطيب وهم عدد كثير يسكنون المخلاف من اليمن وقد تقسموا عدة أفخاذ وبطون منهم بنو وهاس وبنو على وبنو شماخ وبنو مكثر وبنو حسان وبنو هضام وبنو قاسم وبنو يحيى، هؤلاء كلهم أولاد أبى الطيب لصلبه إلا مكثر وشماخ فإنهما أولاد أولاده.
وأعقب وهاس بن أبي الطيب من ستة رجال، محمد وحازم ومختار ومكثر وصالح وحمزة، ولحمزة بن وهاس هذا صارت مكة شرفها الله تعالى بعد وفاة الأمير تاج المعالي شكر بن أبي الفتوح الحسن بن جعفر بن محمد بن الحسين بن محمد الأكبر بن موسى الثاني، وقامت الحرب بن بنى موسى الثاني وبين بنى سليمان مدة سبع سنين حتى خلصت مكة للأمير محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله ابن أبي هاشم، وملكها بعده جماعة من أولاده كما سيأتي إن شاء الله تعالى، ولم يملكها أحد من بنى سليمان سوى حمزة بن وهاس فأعقب حمزة بن وهاس من أربعة رجال عمارة ومحمد وأبى غانم يحيى وعيسى أمير المخلاف، قتله أخوه أبو غانم يحيى وتأمر بالمخلاف بعده وهرب ابنه علي بن عيسى - وهو بضم العين وفتح اللام على صيغة التصغير - وأقام بمكة وكان عالما فاضلا شاعرا جوادا ممدوحا، وكان في أيام مقامه بمكة وردها الزمخشري وصنف له كتاب (الكشاف) ومدحه بقصائد موجودة في ديوانه، وللشريف أبى الحسن علي بن عيسى بن حمزة في مدح الزمخشري قوله يخاطبه:
جميع قرى الدنيا سوى القرية التي * تبوأها دارا فداء زمخشرا وحسبك أن تزهى زمخشر بامرئ * إذا عد من أسد الشرى زمخ الشرى وللشريف علي بن عيسى عقب وولد أبو غانم يحيى بن حمزة بن وهاس حمزة ومطاعا وغانما، فمن ولد غانم بن يحيى، أحمد المؤيد أمير المخلاف بن قاسم ابن غانم المذكور واخوته المرتضى على وأبو طالب، بنو قاسم بن يحيى بن حمزة، لهم أعقاب، وربما كان قد انقرض بعضهم.