والذي بنى مشهد الكرخ الحاجب شباشي (1) مولى شرف الدولة أبي الفوراس بن عضد الدولة، وبنى قنطرة الياسرية ووقف دباها (2) على المارستان، وسد بثق (3) الخالص، وحفر ذنابة دجيل، وساق الماء إلى مشهد موسى بن جعفر (عليه السلام)، ولا يقال إن الحجاج إنما تركه لكونه عنده معلوما انه بالبقيع، لأنني أقول: لو كان ذلك كما قال لكان ظاهرا مشارا إليه، أو كان الأئمة: قد دلوا بعد مدة عليه، وإنما كلامه على الظن ولا ريب ان الستر أوجب ذلك وحصل بحمد الله، وحال الحجاج وما فعله مع (4) شيعة علي وتتبعه لهم أظهر من أن يدل عليه.
1 - ورأيت حكاية يليق ذكر ها، وذكرها والدي (رضي الله عنه) في كتابه (نور الاقاحي النجدية) فقال: هشام بن السائب الكلبي (5) عن أبيه قال: أدركت بني أود وهم يعلمون أبناءهم وحرمهم (6) سب علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وفيهم رجل من رهط عبد الله بن إدريس بن هاني، فدخل على الحجاج بن يوسف يوما فكلمه بكلام،