أخذه. فقال له عباس: (يا سيدي) (1) يقول لي جدك بحياتي عليك لا تفضحه ولا تعلم به أحدا وأخبرك، ولم يعلمه ومات ولم يعلم أحدا من أخذ السيف (2).
وهذه الحكاية، أخبرنا بمعناها المذكور القاضي العالم الفاضل المدرس عفيف الدين ربيع بن محمد الكوفي، عن القاضي الزاهد علي بن بدر الهمداني، عن عباس المذكور يوم الثلاثأ خامس عشر ربيع الاخر سنة ثمان وثمانين وستمائة.
القصة الرابعة:
قصة لطيفة قال وفي سنة سبع وثمانين وخمسمائة، كانت نوبتي (انا) (3) وشيخ يقال صباح بن حوبا، فمضى إلى داره وبقيت وحدي وعند رجل يقال له أبو الغنائم بن كدونا، وقد أغلقت الحضرة الشريفة (صلوات الله على صاحبها)، فبينما أنا كذلك إذ وقع في مسامعي صوت أحد أبواب القبة فارتعدت لذلك، وقمت ففتحت الباب الأول، ودخلت إلى باب الوداع، فلمست الاقفال فوجدتها على ما هي (عليه من) (4) الاغلاق، (كذلك) (5) ومشيت على الأبواب أجمع فوجدتها بحالها، وقد أقول: والله لو وجدت أحدا للزمته، فلما رجعت طالعا وصلت إلى الشباك الشريف، وإذا برجل على ظهر الضريح أحققه في ضؤ القناديل، فحين رأيته