فرحة الغري - السيد ابن طاووس - الصفحة ٥٤
وقال الكراجكي في كتاب (التعجب) (1) ما مناه، مسجد الذكر بمصر وهو معروف في موضع يعرف بسوق وردان، وإنما سمي مسجد الذكر لان الخطيب سها يوم الجمعة عن سب علي بن أبي طالب (2) على المنبر، فلما وصل إلى موضع المسجد المذكور، وذكر انه لم يسبه فوقف وسبه هناك قضاء لما نسيه، فبني الموضع وسمي بذلك. وقال: مررت به في بعض السنين فرأيت فيه سرجا كثيرة وآثار بخور، وذكر لي أنه يؤخذ من ترابه ويتشافى (3) به، ثم جدد بنيانه بعد ذلك وعظم أمره، ويسمون إلى الان يوم الجمعة يوم السب بالشام.
فاقتضى ذلك أن أوصى بدفنه (عليه السلام) سرا خوفا من بني أمية وأعوانهم، والخوارج، وأمثالهم، فربما لو نبشوه مع علمهم بمكانه، حمل ذلك بني هاشم على المحاربة، والمشاققة التي أغضى عنها (عليه السلام) في حال حياته، فكيف لا يوصي (4) بترك ما فيه مادة (5) النزاع بعد وفاته، وقد كان في طي قبره فوائد لا تحصى غير معلومة لنا بالتفصيل، وقد كان عرفت قصة الحسن (6) في دفنه بالبقيع، حيث أوصى بذلك بعد أن جرى نزاع في دفنه عند جده طلبا لقطع مواد الشر، فلما علم أهل بيته (عليهم السلام): انه متى ظهر وعرف لم يتوجه إليه الا التعظيم والتبجيل، لا جرم انهم أظهروه ودلوا عليه من حيث اعتمدوا ذلك وزال الخوف

(١) (التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة) تأليف العلامة الكراجكي، الشيخ أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان (المتوفي في ٤٤٩) طبع مع (كنز الفوائد) له سنة 1322 ذكر فيه مناقضات أقوالهم ومنافرات أفعالهم في عاشوراء وتبجيل ذرية من نال من الحسين الشهيد. انظر: 4: 210.
(2) في (ط) (عليه السلام).
(3) في (ط) يستشفى.
(4) في (ط) يرضى.
(5) في (ق) ماداه.
(6) في (ط) (عليه السلام).
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الأهداء 5
2 كلمة المركز 7
3 مقدمة تمهيدية 9
4 الغريان: 12
5 عمل صندوق على قبره 15
6 العمارة الأولى 16
7 العمارة الثانية 17
8 العمارة الثالثة 17
9 العمارة الرابعة 19
10 العمارة الخامسة 19
11 ترجمة المؤلف 21
12 اسمه ونسبه / مولده / أسرته 21
13 أقوال العلماء فيه 22
14 مشايخه 23
15 أما تلاميذه 24
16 مؤلفاته 24
17 وفاته 24
18 التعريف بالكتاب 25
19 نسخ الكتاب 25
20 منهج التحقيق 26
21 مقدمة المؤلف 35
22 المقدمة الأولى 37
23 المقدمة الثانية 43
24 الباب الأول: فيما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) 56
25 الباب الثاني: فيما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في ذلك 58
26 الباب الثالث: فيما ورد في ذلك عن الحسن والحسين (عليهما السلام) 65
27 الباب الرابع: فيما ورد عن زين العابدين (عليه السلام) 70
28 الباب الخامس: فيما ورد عن محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) 77
29 الباب السادس: فيما ورد عن مولانا جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) 84
30 الباب السابع: فيما ورد عن مولانا موسى بن جعفر (عليه السلام) 128
31 الباب الثامن: فيما ورد عن مولانا الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) 130
32 الباب التاسع: فيما ورد عن مولانا محمد بن علي الجواد (عليه السلام) 134
33 الباب العاشر: فيما ورد عن مولانا الامام علي بن محمد (عليه السلام) 135
34 الباب الحادي عشر: فيما ورد عن مولانا الامام الحسن العسكري (عليه السلام) 137
35 الباب الثاني عشر: فيما ورد عن زيد بن علي بن الحسين في ذلك 138
36 الباب الثالث عشر: فيما روي عن المنصور والرشيد 141
37 الباب الرابع عشر: فيما ورد عن جماعة من أعيان العلماء والفضلاء 146
38 الباب الخامس عشر: في بعض ما ظهر عند الضريح المقدس 159
39 القصة الأولى: قصة أبي البقاء قيم مشهد أمير المؤمنين (عليه السلام) 170
40 القصة الثانية: قصة البدوي مع شحنة الكوفة 172
41 القصة الثالثة: قصة سيف سرق من الحضرة الشريفة وظهر فيما بعد 174
42 القصة الرابعة: قصة لطيفة 176
43 القسمة الخامسة: قصة أخرى 177
44 القصة السادسة: قصة أخرى 178
45 القصة السابعة: قصة أخرى 179