فتح الأبواب - السيد ابن طاووس - الصفحة ٢٢٤
العقل أن الانسان يستخير خمسين استخارة تطلع (1) كلها اتفاقا (لا تفعل)؟
ومما وجدت من عجائب الاستخارة: أنني قد بلغت من العمر نحو ثلاث وخمسين سنة، ولم أزل أستخير مذ عرفت حقيقة الاستخارات، وما وقع أبدا فيها خلل، ولا ما أكره، ولا ما يخالف السعادات والعنايات، فأنا فيها كما قال بعضهم:
قلت للعاذل لما جاءني * من طريق النصح بيدي ويعبد أيها الناصح لي في زعمه * لا تزد نصحا لمن ليس يريد فالذي أنت له مستقبح * ما على استحسانه عندي مزيد وإذا نحن تباينا كذا * فاستماع العذل (2) شئ لا يفيد (3) يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن طاووس: وأنا أضرب لك مثلا تعرف به فضل مشاورة الله جل جلاله زيادة على ما قدمناه أولا، أما تعلم من نفسك أنك لو بني لك البناء دارا وفرغ منها، فرأيت فيها خللا وشعثا في بعض بنائها، أما كنت تطلب البنا العارف بها وتسأله عن ذلك، وكذلك لو أردت أن تحفر في بعض جهاتها بئرا، وتعمل على (4) بعض سطوحها (5) غرفة، أما كنت تستعلم من البناء العارف بها في أي المواضع أقوى لعمل الغرفة، ونحو هذا من مصالح الدار، وأنت تعرف أن الله جل جلاله بنى لك دار الدنيا العظيمة، وهو العالم بأسرارها المستقيمة

(١) في " د ": تظهر.
(٢) العذل: الملامة، وقد عذلته. والاسم العدل بالتحريك، يقال عذلت فلانا فاعتذل، أي لام نفسه وأعتب. " الصحاح - عذل - ٥: ١٧٦٢ ".
(٣) أورده المجلسي في بحار الأنوار ٩١: ٢٣٢ / 7.
(4) في " م ": في (5) في " م ": غرفها.
(٢٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 ... » »»