اليقين - السيد ابن طاووس - الصفحة ٣٧٧
قال جابر: ثم التفت إلي وقال: يا جابر، أدع لي أبا بكر وعمر وعبد الرحمان بن عوف الزهري. قال جابر: فذهبت مسرعا فدعوتهم. فلما حضروا قال: يا سلمان إذهب إلى منزل أمك أم سلمة فأتني ببساط الشعر الخيبري. قال جابر: فذهب سلمان فلم يلبث إن جاء بالبساط.
فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله سلمان فبسطه، ثم قال لأبي بكر وعمر وعبد الرحمان: اجلسوا على البساط. فجلسوا كما أمرهم. ثم خلا رسول الله صلى الله عليه وآله سلمان، فلما جائه أسر إليه شيئا ثم قال له:
إجلس في الزاوية الرابعة: فجلس سلمان ثم أمر عليا عليه السلام أن يجلس في وسطه. ثم قال له: قل ما أمرتك، فوالذي بعثني بالحق نبيا لو شئت قلت على الجبل لسار. فحرك علي عليه السلام شفتيه. قال جابر: فاختلج البساط فمر بهم.
قال جابر: فسألت سلمان فقلت: أين مر بكم البساط؟ قال: والله ما شعرنا بشئ حتى انقض بنا البساط في ذروة جبل شاهق، وصرنا إلى باب كهف.
قال سلمان: فقمت وقلت لأبي بكر: يا أبا بكر، أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن نصرخ في هذا الكهف بالفتية الذين ذكرهم الله في محكم كتابه. فقام أبو بكر فصرخ بهم بأعلى صوته فلم يجبه أحد.
ثم قلت لعمر أن تصرخ بهم (4) فقام فصرخ بأعلى صوته فلم يجبه أحد.
ثم قلت لعبد الرحمان: قم فاصرخ بهم (5) كما صرخ أبو بكر وعمر، فقام وصرخ فلم يجبه أحد، ثم قمت أنا وصرخت بهم بأعلى صوتي فلم يجبني أحد.

(4) ق: قم أنت يا عمر، فقام وصرخ بهم. وفي البحار: قم فأصرخ في هذا الكهف كما صرخ أبو بكر فصرخ عمر فلم يجبه أحد.
(5) م والبحار: به، ق خ ل: فيهم.
(٣٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 ... » »»