قال: فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: كيف رأيتم يا أبا بكر؟ قالوا: نشهد يا رسول الله، كما شهد أهل الكهف ونؤمن كما آمنوا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الله أكبر، لا تقولوا: * (سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون) * (9) ولا تقولوا: * (يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين) * (10). والله لئن فعلتم لتهتدون * (وما على الرسول إلا البلاغ المبين) * (11)، وإن لم تفعلوا تختلفوا، ومن وفى وفى الله له ومن يكتم ما سمعه فعلى عقبيه ينقلب ولن يضر الله شيئا. أفبعد الحجة والمعرفة والبينة خلف.
والذي بعثني بالحق نبيا لقد أمرت أن آمركم ببيعته وطاعته، فبايعوه وأطيعوه بعدي، ثم تلا هذه الآية: * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * (12) يعني علي بن أبي طالب.
قالوا: يا رسول الله، قد بايعناه وشهد علينا أهل الكهف. فقال النبي صلى الله عليه وآله: إن صدقتم فقد اسقيتم ماء غدقا وأكلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم * (أو يلبسكم شيعا) * (13) وتسلكون طرق (14) بني إسرائيل.
فمن تمسك بولاية علي عليه السلام لقيني يوم القيامة وأنا عنه راض.
قال سلمان: والقوم ينظر بعضهم إلى بعض، فأنزل الله هذه الآية في ذلك اليوم: * (ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب) * (15)، قال سلمان: فاصفرت وجوههم ينظر كل واحد إلى صاحبه،