مثير الأحزان - ابن نما الحلي - الصفحة ٦٦
الأصبحي قالت اقبل خولي برأس (ع) فدخل البيت فوضعه تحت إجانة وآوى إلى فراشه فقلت ما الخبر قال جئتك بغناء الدهر برأس الحسين قلت ويحك جاء الناس بالذهب والفضة وجئت برأس الحسين بن رسول الله والله لا جمع راسي ورأسك ابدا ووثبت من فراشي وقعدت عند الإجانة فوالله ما زلت انظر إلى نور مثل العمود يسطع من السماء إلى الإجانة ورأيت طيورا بيضاء ترفرف حولها فلما أصبح غدا بالراس إلى ابن زياد واجتمع الناس للنظر إلى سبى آل الرسول وقرة عين البتول فأشرفت امرأة من الكوفة وقالت من أي الأسارى أنتن فقلن نحن أسارى محمد صلى الله عليه وآله فنزلت وجمعت ملاءا وازارا ومقانع وأعطتهن فتغطين وعلي بن الحسين عليهما السلام معهن والحسن بن الحسن المثنى وكان قد نقل من المعركة وبه رمق ومعهم زيد وعمر ولدا الحسن (ع) فجعل أهل الكوفة يبكون وروي إسحاق السبيعي عن خديم الأسدي قال رأيت زين العابدين (ع) وهم يبكون فقال تبكون علينا ومن قتلنا غيركم ورأيت زينب بنت علي (ع) فلم أر خفرة أنطق منها كأنما تفرغ عن لسان أبيها فأومأت إلى الناس ان اسكتوا فسكنت الأنفاس وهدات الأجراس فقالت الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد خاتم المرسلين أما بعد يا أهل الختل والخذل أتبكون فلا راقت العبرة ولا هدأت الرنة إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم وان فيكم إلا الصلف النطف وذل العبد الشنف وملق الإماء
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست