مثير الأحزان - ابن نما الحلي - الصفحة ٦٢
فانتبهت لا أرى شيئا وذكر الخطيب في تاريخه والبلاذري في تاريخه ان ابن عباس قال رأيت النبي فيما يرى النائم في نصف النهار وأشعث اغبر وبيده قارورة فيها دم فقلت بابي أنت وأمي يا رسول الله ما هذه القارورة قال دم الحسين لم أزل التقطه منذ اليوم فحفظ اليوم فإذا هو يوم قتله وفي التاريخين المذكورين ان هذه الحمرة التي هي الشفق فلم تكن قبل قتل الحسين (ع) وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال إذا كان يوم القيامة نصب لفاطمة قبة من نور ويقبل الحسين (ع) ورأسه في يده فإذا رأته شهقت شهقة فلا يبقى في الموقف ملك ونبى إلا بكى لبكائها فيمثله الله عز وجل في أحسن الصورة فيخاصم قتلته بلا رأس فيجمع الله لي قتلته والمجهزين عليه ومن شرك في دمه فاقتلهم حتى آتي على آخرهم ثم ينشرون فيقتلهم أمير المؤمنين (ع) وكذلك يفعل الحسن والأئمة (ع) عن آخرهم ثم يكشف الله الغيظ وينسى الحزن وقال الصادق (ع) رحم الله شيعتنا شيعتنا والله المؤمنين فقد شركونا في المصيبة بطول الحزن والحسرة وعن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال إذا كان يوم القيامة جاءت فاطمة في لمة أي جماعة من نسائها فيقال لها ادخلي الجنة فتقول لا ادخل حتى اعلم ما صنع بولدي من بعدي فيقال لها انظري فتنظر إلى الحسين (ع) قائما ليس عليه رأس فتصرخ وأصرخ لصراخها وتصرخ الملائكة لصراخنا فتنادي يا ولداه قال فيغضب الله عز وجل لنا عند ذلك فيأمر نارا اسمها هبهب قد أوقد عليها الف عام حتى اسودت لا يدخلها روح ولا يخرج
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست