مثير الأحزان - ابن نما الحلي - الصفحة ٥٤
حقيقا بالبكاء عليه حزنا * أبو الفضل الذي واسى أخاه وجاهد كل كفار ظلوم * وقابل من ضلالهم هداه فداه بنفسه لله حتى * تفرق من شجاعته عداه وجادله على ظمأ بماء * وكان رضى أخيه مبتغاه ثم إنه (ع) دعا الناس إلى البراز فتهافتوا إليه وانثالوا عليه فلم يزل يقتل كل من برز إليه حتى اثر في ذلك الجيش الجم وهو يقول القتل أولى من ركوب العار * والعار أولى من دخول النار قال عبد الله بن عمار بن عبد يغوث ما رأيت مكثورا قط قد قتل ولده وأهل بيته اربط جاشا منه وان كانت الرجال لتشد عليه فيشد عليها بسيفه فتنكشف عنه انكشاف المعزى شد فيها السبع وكانوا ثلاثين ألفا فيحمل عليهم فينهزمون كأنهم الجراد المنتشر ثم يرجع إلى مقامه فكان عليه السلام كما قال الشاعر إذا الخيل جالت في القنا وتكشفت * عوابس لا يسئلن غير طعان وكرت جميعا ثم فرق بينهما * سعى رمحه فيها بأحمر قان فتى لا يلاقى الرمح إلا بصدره * إذا أرعشت في الحرب كف جنان ولم يزل يقاتل حتى جاء شمر بن ذي الجوشن فحال بينه وبين رحله فقال (ع) رحلي لكم عن ساعة مباح فامنعوه جهالكم وطغاتكم وكونوا في الدنيا أحرارا ان لم يكن لكم دين ويعز على محبي العترة الطاهرة كيف تصير أموالهم فيئا للأمة الفاجرة والى المعني أشرت بشعري
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست