مثير الأحزان - ابن نما الحلي - الصفحة ٢٠
معصيته والخروج عن حوزته ثم قال يا أهل الكوفة ان أمير المؤمنين يزيد ولانى بلدكم واستعملني مصركم وأمرني بقسمة فيئكم بينكم وانصاف مظلومكم من ظالمكم واخذ الحق لضعيفكم من قويكم والاحسان إلى السامع المطيع والتشديد على المريب فأبلغوا هذا الرجل الهاشمي مقالتي ليتقى غضبى ونزل يعنى بالهاشمي مسلم بن عقيل وافترق الناس ولما بلغ مسلم بن عقيل قوله خرج من الموضع الذي كان فيه ونزل دار هاني بن عروة واختلف إليه الشيعة والح عبيد الله في طلبه ولا يعلم أين هو وكان شريك بن الأعور الهمداني قدم من البصرة مع عبيد الله بن زياد ونزل دار هاني بن عروة وكان شريك من محبي أمير المؤمنين عليه السلام وشيعته عظيم المنزلة جليل القدر فمرض وسئل عبيد الله عنه فأخبر انه موعوك فأرسل ابن زياد إليه انى رايح إليك في هذه الليلة لعيادتك فقال شريك لمسلم ابن عقيل يا بن عم رسول الله ان ابن زياد يريد عيادتي فادخل بعض الخزائن فإذا جلس فاخرج واضرب عنقه وانا أكفيك أمر من بالكوفة مع العافية وكان مسلم رحمه الله شجاعا مقداما جسورا ففعل ما أشار به شريك فجاء عبيد الله وسئل شريكا عن حاله وسبب مرضه وشريك عينه إلى الخزانة وامقة وطال ذلك فجعل يقول (ما الانتظار بسلمى لا تحييها) يكرر ذلك فأنكر عبيد الله القول والتفت إلى هاني بن عروة وقال ابن عمك يخلط في علته وهاني قد ارتعد وتغير وجهه فقال هاني ان شريكا يهجر منذ وقع في المرض ويتكلم بما لا يعلم فثار عبيد الله خارجا نحو قصر الامارة
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست